أعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان أمس فوز الرئيس عمر حسن البشير بولاية جديدة، بحصوله على 94.05 % من الأصوات في انتخابات الرئاسة التي جرت في وقت سابق من الشهر الجاري. ومع مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسة للانتخابات في البلاد التي يحكمها البشير منذ أكثر من ربع قرن، يبدو أن البشير (71 عاما) سيشدد قبضته على السلطة. وأبلغ البشير الناخبين خلال الحملة أنه الوحيد الذي يستطيع أن يبعد البلاد عن دائرة الفوضى التي تحيق بعدد من الدول العربية، وقال إن الطموحات التي دعمها الغرب للديمقراطية جاءت على حساب الاستقرار. لكن السودان لا يخلو من التحديات. وشهدت البلاد تمردا في دارفور منذ عام 2003، وتمردا منفصلا في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ انفصال جنوب السودان عام2011. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير نفسه، بسبب اتهامات بأنه دبر إبادة جماعية وغيرها من الفظائع في حملته لسحق التمرد في دارفور. وينفي البشير الاتهامات ويرفض التعامل مع المحكمة. ويشكو منتقدو البشير من الحملة ضد الإعلام والمجتمع المدني والمعارضة، ويرفضون تأكيد بأن السودان سيصبح ملاذا للمتشددين في ظل حكم رئيس مختلف. وإلى جانب الملف الأمني شملت حملة البشير الانتخابية قضايا منها المياه والأراضي الزراعية، وهي قضايا تؤثر على قرابة نصف سكان السودان الذين يعيشون في فقر. وتعافى الاقتصاد إلى حد ما بعد هبوط حاد أعقب انفصال جنوب السودان مباشرة. ويرجع الفضل في ذلك إلى انخفاض فاتورة واردات النفط وموسم الحصاد الوفير. لكن معدلات البطالة والتضخم لا تزال مرتفعة.