تقف حركة الشباب الإسلامية في الصومال أمام مفترق طرق، ويرى محللون وزعماء قبائل أن الحركة منقسمة حول الاستراتيجية التي يتعين اختيارها ما بين الاستمرار في ولائها لتنظيم القاعدة أو مبايعة تنظيم «داعش». ويأتي هذا التردد فيما أصبح تنظيم «داعش» يجتذب مقاتلين من الخارج، وانضمت إليه مجموعات إسلامية مثل بوكو حرام في نيجيريا، فيما واصل تنظيم القاعدة في الأسابيع الماضية توسيع نفوذه في اليمن. وقال مسؤول في حركة الشباب الإسلامية، «لماذا يشكل مفاجأة القول إن الشباب قد ينضمون إلى «داعش»؟ على جميع المسلمين أن يتحدوا لمواجهة عدوهم». وتأتي هذه التساؤلات فيما تتعرض حركة الشباب لضغط عسكري، لكنها ما زالت قادرة على شن هجمات إرهابية على أهداف مدنية في الصومالوكينيا. وفي الثاني من إبريل، قتلت مجموعة من حركة الشباب 148 شخصاً معظمهم من الطلبة في هجوم على جامعة غاريسا في كينيا، أما في الصومال فتزايدت العمليات الانتحارية والهجمات المسلحة على الفنادق والمباني الرسمية والأهداف الأمنية. ويرى بعض الأشخاص في تردد حركة الشباب مؤشر ضعف. فهم «يائسون»، كما يقول محمد إبراهيم المسؤول الأمني الصومالي. وأضاف «لقد خسروا مناطق في الصومال، ومن الممكن أن ينضموا» إلى داعش «لاستعادة ما خسروه والحصول على الدعم المعنوي». لكن آخرين يعتقدون أن الجهاديين الصوماليين لا يزالون يعتبرون شركاء بارزين في الحركة الجهادية. وقال رئيس الوزراء الصومالي عمر عبدالرشيد علي شارمركي «يُجري مسؤولوهم نقاشاً ليقرروا إما الانتقال إلى «داعش» أو البقاء مع القاعدة». لكنه أضاف أن «كلاً من تنظيم «داعش» أو تنظيم القاعدة يدعو الشباب إلى الالتحاق به». وذكرت مصادر محلية في جنوبالصومال الذي انكفأ إليه الشباب، أن اجتماعات قد عقدت حول هذا الموضوع. وكشف حسن نور أحد قدامى مسؤولي منطقة لوير شابل «سمعنا أحاديث عن اجتماع لأبرز مسؤولي الشباب». وأضاف «إنهم لم يتفقوا بعد، وما زال بعضهم يبدي تحفظات شديدة لأنهم يريدون إبقاء علاقات مع القاعدة». ورأى تري توماس الخبير في الشؤون الصومالية في واشنطن ومدير مدونة صوماليا نيوزروم أن «النقاش محتدم بين الشباب حول الاستمرار في تأييد القاعدة أو بالعكس الالتحاق بتنظيم داعش». ويقول المحللون إن زعيم الشباب أحمد ديريي المعروف أيضا باسم أحمد عمر أبو عبيدة، حليف موالٍ للقاعدة، أما قائد شرطتها السرية القوية مهد كاراتي فهو من أشد مؤيدي مبايعة «داعش». وقال مصدر أمني غربي «إذا ما انضم الشباب إلى داعش فسيعني ذلك مزيداً من المال ومزيداً من الإمكانات التي لا تستطيع القاعدة تزويدهم بها في الوقت الراهن». ويمكن أن يعطيهم ذلك زخماً سياسياً وترويجاً دعائياً أكبر. وأوضح رولان مارشال الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي «بطريقة ما ترثون شيئاً من قوة التنظيم الذي توالونه». لكن هذا الخبير في شؤون الإرهاب أعرب عن اعتقاده بأن «قيادة الشباب ما زالت على صلة وثيقة جداً بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ويبدو من الصعب إلى حد ما الاعتقاد أنها ستختار داعش بشكل تلقائي». وقال توماس «ليس من السهل تحديد حجم ونفوذ الفصيل المؤيد ل «داعش»، وما إذا كان قادراً على تحفيز مزيد من المؤيدين بين حركة الشباب، بمعزل عن عدد من المقاتلين الأجانب الذين يدعمون هم أيضا تحالفاً مع داعش».