غاريسا (كينيا) - رويترز - بدأت الفوضى في الصومال تمتد عبر حدودها لتذكي مناخاً من التشكك في شمال شرقي كينيا النائي حيث تحصل محاولات لتجنيد «مجاهدين» جدد لإرسالهم إلى ساحة المعركة في الصومال. وتقول وكالات أمنية غربية إن الصومال بات ملاذاً للجهاديين الأجانب والمتشددين الإسلاميين المحليين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» الذين يخططون لهجمات في أنحاء المنطقة وما وراءها. ويعبر الصوماليون الذين يفرون من الحرب الأهلية الحدود إلى كينيا بمعدل سبعة آلاف في الشهر. وزاد هذا الضغط على الحكومة ووكالات الإغاثة لإيوائهم كما أدى إلى ظهور جماعات يقول مسؤولون أمنيون محليون إن لها صلات بمتمردي الصومال. وقالت الشرطة انه تم القاء القبض على عشرة شبان كينيين الشهر الماضي بعدما جندتهم مؤسستان خيريتان وهميتان للذهاب إلى الصومال والقتال في صفوف حركة «الشباب» المتشددة. وتصف واشنطن حركة «الشباب» بأنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم «القاعدة» في الصومال الذي يُصنّف دولة فاشلة في القرن الافريقي. وقال الشيخ عبدالله ضاهر شريع وهو عالم دين مسلم مرموق في منطقة ايجارا في شمال شرقي كينيا إن من المزعج أن كثيراً من الشبان الكينيين «ضُللوا» ليعتقدوا أن القتال لحساب المتمردين في الصومال جهاد يقره الدين. وأضاف «جُنّد البعض وقتل آخرون هناك... يجب أن نحمي من تبقوا ونوقف هذه الأكاذيب». وقال ضابط مخابرات كيني طلب عدم نشر اسمه: الشهر الماضي شهد اعتقالات في ايستلي وهي ضاحية يغلب على سكانها الصوماليون. وأضاف أنها جرت بعد اشهر من التحقيق. وأكد فرار مسؤولين عن «المؤسستين الخيريتين» اللتين زعمتا توفير الاغاثة الإنسانية في الصومال. وقال الضابط ل «رويترز»: «أخذنا وقتنا وجمعنا المعلومات في كينيا والصومال وأجرينا مقابلات في مجتمعات يفترض أن (المؤسستين) تقدمان لها المساعدة ... لكن الجميع قالوا ان المنظمتين تملكهما وتديرهما حركة الشباب وكانتا تستخدمان لجمع التبرعات وتنسيق أنشطتهما». وعلى الحدود الصومالية حيث عززت السلطات الكينية قوات الأمن التابعة لها يؤيد الشيخ شريع وعلماء دين معتدلون آخرون برنامجاً حكومياً لمحاولة منع اكتساب ايديولوجية حركة «الشباب» موطئ قدم محلياً. وأطلق محمد يوسف حاجي وزير الدفاع الكيني وعضو محلي في البرلمان الخطة في آب (أغسطس)، كما يشارك فيها شيوخ يلقون خطباً تندد بالمتمردين الصوماليين في المساجد والمدارس الدينية في المنطقة. وطالب علماء الدين السلطات بمراقبة نشاط كافة الجماعات غير الحكومية بمنطقتهم عن كثب. وقال الشيخ مختار زميل الشيخ شريع: «يجب اعتقال المسؤولين الذين سمحوا للوكالات بالعمل وتبين في ما بعد أنها تجند شباناً. لا شك أنهم تلقوا رشاوى».