في وقتٍ تقدَّم حزب العمال البريطاني المعارض على حزب المحافظين الحاكم في استطلاعٍ للرأي قبل أيام من الانتخابات العامة؛ هاجم المرشح العمالي لرئاسة الحكومة رئيسها الحالي ديفيد كاميرون بعنف، معتبراً أنه «قادنا إلى حافة الخروج من الاتحاد الأوروبي»، بينما دعته وزيرة البيئة، ليز تراس، إلى الاعتذار عن هجومه. وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة «بوبيولوس» ونشرت نتائجه أمس أن «العمال» يتقدم على «المحافظين» بزعامة كاميرون قبيل الانتخابات العامة المقررة في ال 7 من مايو المقبل. وحقق «العمال» وفق الاستطلاع نسبة تأييد بلغت 35% متفوقاً على «المحافظين» الذي توقفت نسبة تأييده عند 32 % وهي نفس نسبته في استطلاع سابق أجرته المؤسسة ذاتها، في حين تدنَّى مستوى شعبية حزب الاستقلال نقطة واحدة ليصل إلى 14 %، أما حزب الديمقراطيين الأحرار فحافظ على نسبة 8 %. وتتقارب نسب التأييد التي يحصل عليها حزبا العمال والمحافظين في استطلاعات الرأي التي تسبق انتخابات يُتوقَّع أن تكون الأكثر تنافساً في بريطانيا منذ سنوات. في غضون ذلك؛ هاجم زعيم «العمال»، إد ميليباند، بعنف السياسة الخارجية «والرؤية الانعزالية والضيقة» بشأن أوروبا لرئيس الوزراء المحافظ كاميرون. واتهم خصمه، خلال خطابٍ له أمس، بأنه مسؤول عن «أكبر خسارة لنفوذ بلده منذ جيل»، واستدل بغياب الحكومة الحالية عن مفاوضات السلام في أوكرانيا، معلناً أنه «حان وقت التخلص من الانعزالية وضيق الأفق الذي اتسمت به الحكومة». ورأى ميليباند أن «مقاربة كاميرون أضعفت بريطانيا في وقتٍ تواجه فيه تحديات قد تكون الأكبر والأكثر تعقيداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية»، ووصف خصمه ب «الضعيف جداً في السيطرة على معارضي البقاء في الاتحاد الأوروبي»، محذراً من أن «الخروج من الاتحاد سيكون مضرَّاً بشدة للحياة اليومية لمواطنينا ومستقبل بلدنا ولن نعرِّض المصلحة الوطنية للخطر عبر التهديد بالمغادرة». وانتقد ميليباند أيضاً «إخفاق كاميرون في إدارة الأزمة الليبية بعد سقوط معمر القذافي، ما تسبب جزئياً في مأساة المهاجرين غير الشرعيين الذين يغرقون في البحر المتوسط». وأثارت الانتقادات رد فعل من «المحافظين»، ودعت وزيرة البيئة، ليز تراس، المرشح العمالي إلى الاعتذار. ووصفت، في تصريحات ل «بي بي سي»، قول ميليباند إن ديفيد كاميرون مسؤول مباشرة عن موت المهاجرين ب «فضيحة وأمر مشين». وهي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن السياسة الخارجية والوضع الدولي خلال حملة الانتخابات العامة. ويتهم «العمال» خصمه «المحافظين» بالاستسلام أمام حزب «يوكيب» الرافض للوحدة الأوروبية والمعادي للهجرة. ويعد جناح في «المحافظين» بإجراء استفتاء عام 2017 حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد إصلاحه. ويشغل الرئيس الحالي للحكومة موقعه منذ مايو 2010.