أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على قنوات التواصل الاجتماعي، يُظهر طفلة صغيرة، تحمل سلاحاً من نوع "رشاش" تتباهى بوالدها وتطلق النار بطريقة عشوائية، كادت تودي بحياتها لولا – لطف الله-، وشهد الفيديو ردوداً غاضبة استنكرت هذا التصرف الذي بات مقلقاً لظهوره بين كل فينة وأخرى، وبطرق تولِّد العنف والاستهتار بحمل السلاح. المذيع والإعلامي صلاح الغيدان قال معلقاً على الفيديو: الطفل يبقى طفلاً بريئاً وعقله لم يكتمل بعد ومازال في طور النمو، وهو ينفذ تعليمات الذي يقتدي به ويرى فيه أنه المثل الأعلى سواء كان "أباً أم أخاً" أو غيره. وأضاف أن الطفل يكبر ويبدأ في تقييم نفسه وما قدَّم في مرحلته العمرية السابقة بعقله، فيدعو لمَن علَّمه أو يدعو عليه، واللوم على الآباء والمربين ممن هم حول الأطفال ومن يظنون أنهم يعلِّمون أطفالهم الرماية حسب وصية الرسول "صلى الله عليه وسلم"، مشيراً إلى أن ما يقوم به بعض الآباء من تصرفات يعدُّ عنفاً مبطناً يكبر في عقل الطفل كل يوم، ويرفع سقف طموح الطفل في الاتجاه الخاطئ وسيندمون يوماً ما. وأردف الغيدان بأن الطفل نعمة من نعم الله سبحانه والمحافظة عليها شيء من شكر النعمة، داعياً الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل مكروه، وبأن يدل الجميع على طريق الخير. من جانبه، علق المحامي والمستشار القانوني رياض الفقيه، قائلاً: جميلٌ أن تعوِّد أبناءك على حماية أنفسهم، ولكن ليس لدرجة أن نمنحهم سلاحاً خطيراً لا يدركون خطورته ويحدث مصائب جراء ذلك، محملاً المسؤولية ولي الأمر الذي سمح له بحمل السلاح. وقال: تلك الظاهرة الخطيرة لا يمكن علاجها إلا بالنظام الرادع من قبل الجهات ذات العلاقة؛ فحمل السلاح محظور على الكبار إلا للضرورة وبترخيص رسمي، فما بالكم بالأطفال..؟ وأشار الفقيه إلى أن مَن أمِن العقوبة أساء الأدب، مطالباً بفرض عقوبة على هؤلاء المستهترين ببراءة أبنائهم وللحد من التجاوزات التي قد تزهق أرواحاً بريئة. المستشارة الأسرية زكية الصقعبي لفتت إلى أن هذا الفيديو يظهر مدى التهاون والخطورة التي قد يسببها حمل الأطفال للأسلحة، مشيرة إلى أن التربية الأسرية ابتعدت في هذا المشهد عن الأسلوب التربوي الصحيح لطفل يحمل بين طياته تربية تقوم على تعزيز فكرة العنف. واقترحت الصقعبي، أن تستبدل الأسرة هذه الأسلحة بوسائل تتناسب مع المرحلة العمرية لتنمية قدرات الأطفال النفسية والجسدية.