قدَّر تحالف «عاصفة الحزم» عدد الطلعات الجوية التي نفّذتها مقاتلاتُه ضد مواقع المتمردين في اليمن حتى ظهر أمس بنحو 1200 طلعة جوية بمتوسط 70 طلعة يومياً، وتعهَّد بأن يزداد الضغط عليهم يوماً بعد آخر، معلِناً أنه لم تعد تتوفَّر خيارات ميدانية أمام الحوثيين باستثناء سلك الطرق الوعرة إلى الجنوب بعد أن باتت الطرق الرئيسة المؤدية إليه محرَّمة عليهم بفعل الضربات أو محاولة التمويه وإعادة التجمُّع في الشمال. وقال المتحدث باسم التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع، العميد الركن أحمد عسيري، إن الضربات الجوية بدأت ب 35 ضربة في الليلة الأولى للعملية، وانتقلت إلى مستوى أعلى بواقع 50 ضربة يومياً وصولاً إلى 80، كاشفاً أن «أعلى معدل للضربات كان 120 ضربة في اليوم». وأوضح عسيري، خلال إيجازه الصحفي الذي قدَّمه مساء أمس في الرياض، أن «الضربات الجوية استهدفت منذ البداية تحييد الدفاعات الجوية المعادية، وتحييد قدرة العدو على استخدام طائراته، والقضاء على مراكز الصواريخ الباليستية، ومنع الميليشيات من الحصول على الإمدادات، مع التركيز حالياً على مواقع الألوية والمعسكرات» خصوصاً في محافظاتعدن وشبوة والضالع. وأضاف أن «العمليات الجوية أصبحت أدق بعد متابعة تحركات الأهداف على الأرض كالمدرعات والناقلات وعمليات الإمداد والتموين»، منبِّهاً إلى أن «العمليات تتطلب دقة وأن تكون الطائرات موجودة بشكل مستمر في المجال الجوي للجمهورية اليمنية؛ ولذلك زاد عدد الطلعات». وشدد المتحدث باسم «عاصفة الحزم» على «استمرار العمل»، وأفاد بأن «العمليات تُنفَّذ من جميع مواقع دول التحالف والقواعد التابعة لها سواءً داخل المملكة أو خارجها في إطار جهد متكامل»، لافتًا النظر إلى «ممارسة قوات التحالف ضغطها المتزايد على المليشيات والألوية المتمردة على الشرعية والداعمة لها على الأرض». وعن خيارات الحوثيين الميدانية في ظل القصف المنتظم؛ قال إن «المليشيات الحوثية ليس أمامها الآن إلا التحرك والاندفاع باتجاه الجنوب من خلال الطرق الوعرة والابتعاد عن الطرق الرئيسة التي أصبحت مسلكاَ صعباً عليهم بسبب استهدافها من قِبَل طيران التحالف، أو إعادة التنظيم ومحاولة التمويه وتجميع العتاد في المستودعات أو المواقع التابعة لقوات الجيش اليمني التي استولت عليها في صعدة وعمران وصنعاء». وعن سير العمليات في آخر 24 ساعة؛ أعلن العميد عسيري أن «ال 24 ساعة الأخيرة شهدت استهداف طيران التحالف لواء العمالقة الموجود في محافظة صعدة (معقل الحوثيين) أكثر من مرة، واللواءين 115 و125 في مناطق شرق عدن وموقع الأمن المركزي في المدينة الجنوبية، واللواء 21 في شبوة أكثر من مرة، ومعسكر المريس في الضالع، ومواقع داخل مطار صنعاء لورود معلومات تفيد بإعادة احتلال بعض حظائر الطائرات»، مجدِّداً التأكيد على استمرار استهداف مواقع تجمع المسلحين الحوثيين ومواقع القيادات ومراكز قيادة الألوية المتمردة التي يتم تنظيم العمليات الانقلابية منها «حتى تتوقف المليشيات وحتى تتعطل حركتها تماماً باتجاه المناطق الجنوبية». وكشف عن ملاحظة التحالف لمحاولة المليشيات تنشيط بعض مواقع الدفاع الجوي، مكملاً بقوله «وإن كانت هذه المواقع غير فعالة، إلا أنه تم استهدافها للحيلولة دون الاستفادة منها، كما تم استهداف مستودع يحوي مواد مخزنة داخل قيادة أحد الألوية ومقر قيادة اللواء وحركة إحدى المدرعات المحمولة على إحدى الناقلات بشكل مباشر». وعن الوضع في عدن؛ أوضح عسيري أن العمليات باتت أقل وتيرة فيها، وأن معارك كر وفر تجري فيها وتتركز بشكلٍ كبير في منطقتي خور مكسر والمعلا. واتهم الحوثيين الموجودين في المدينة بتنفيذ عمليات عبثية «هدفها الإضرار بالمواطن ومعيشته من خلال السيطرة على محطات الوقود ومنع المواطنين من التزود منها لتسخيره للمجهود العسكري لهم». وعن وضع الحدود السعودية- اليمنية؛ قال المتحدث باسم «عاصفة الحزم» إن «الميليشيات وأعوانها تتحرك من وقت لآخر بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة» وإن «الاشتباكات في أحد المراكز الحدودية في قطاع نجران متواصلة منذ الجمعة»، وفصّل بقوله «هي عبارة عن نيران متقطعة تقوم القوات البرية بالرد على مصادرها»، لافتاً إلى صدور بيان من وزارة الدفاع السعودية يوضِّح نتائج هذه العمليات. وإذ وصف عسيري العمليات الحوثية قرب الحدود الجنوبية للمملكة ب «اليائسة» و»المحدودة»؛ فإنه ربطها ب «الضغط الذي تتعرض له مواقعهم في منطقة صعدة وشمال اليمن، ما جعلهم يتحركون باتجاه المواقع الحدودية في عمليات يائسة معزولة»، متابعاً «إلا أنها تُؤخَذ بالاعتبار ويتم التعامل معها وفق الإجراءات والقواعد التي يتم التعامل مع هذا النوع من العمليات». وفي موضوعٍ آخر؛ أكد المتحدث مواصَلة السفن والقطع البحرية التابعة للتحالف القيام بدورها فيما يتعلق بالمواقع والموانئ والحركة داخل المياه الإقليمية، وزاد «لم تُسجَّل أي عمليات خلال هذه الفترة لأن العمل مستمر على منع إمداد الميلشيات الحوثية بأي نوع كان من الإمداد». وفي الشأن الإغاثي؛ أبلغ عسيري الصحفيين أن مطار صنعاء استقبل أمس السبت طائرة تابعة للصليب الأحمر تحمل مواد إغاثية ومعدات طبية وطواقم طبية. وجدد التنبيه على أهمية وصول هذه المواد إلى المواطنين اليمنيين دون استفادة الميلشيات الحوثية منها، لافتاً النظر إلى تواصل الجهات المعنيَّة في الصليب الأحمر والهيئات الإغاثية مع الميلشيات على الأرض حتى تُسهِّل عملية إدخال المساعدات، باعتبار أن الحوثيين استولوا في وقتٍ سابق على مطار العاصمة. وفي نهاية إيجازه؛ ردَّ المستشار في مكتب وزير الدفاع على سؤالٍ صحفي بشأن توقيت انتهاء الحملة الجوية والانتقال إلى مرحلة تالية بالتذكير بأهداف «عاصفة الحزم» وهي «الحفاظ على الحكومة الشرعية من المليشيات الحوثية، وعدم الإضرار بالشعب اليمني من قِبل هذه المليشيات ومنعهم من تنفيذ أجندتهم السياسية داخل اليمن، وحماية البلدان المجاورة بالقضاء على جميع القدرات التي يمتلكها المتمردون»، وتابع «عندما تتحقق هذه الأهداف ستنتهي العمليات». وعن التقييم الأوَّلي للعملية بعد مرور 16 يوماً على إطلاقها، أوضح عسيري أن التقييم يتم على مراحل، وأكد تحقيق الحملة الجوية أهدافها على الأرض «إذ لم يُشاهَد إطلاق صواريخ بالستية من أي نوعٍ كان، ولم تقلِع أي طائرات». وربط نتائج العمليات بنهاية كل مرحلة، مذكِّراً بأن «الميليشيات لا تعمل بطريقة تنظيم عسكري وإنما تنتهج أسلوب عمل المليشيات». وعاود عسيري الحديث عن عمل القوات الجوية للتحالف إذ وصفه بأنه «صعب ودقيق، فهو يحتاج إلى تعريف كل عربة وكل قافلة لتجنيب المواطن والبنية التحتية أي مخاطر»، مضيفاً أن «قيادة التحالف عندما تستهدف مقر القيادات لا تستهدف قيادة عبثية ولكنها تستهدف من يخططون لعمليات قتل المواطن اليمني بواسطة الميليشات الحوثية». إلى ذلك، اعتبر العميد عسيري أن الوقت بات مناسباً لشيوخ القبائل اليمنية لإثبات ولائهم للشرعية والالتفاف حول حكومتهم.