الجريمة التي قام بها أحد الشباب في أحد المجمعات التجارية الكبرى في مدينة الخبر حين قام هذا الشاب بطعن أحد حراس الأمن في المجمع الذي منعه من مضايقة العاملات في محل بيع أدوات التجميل وغيرها من جرائم وقعت ضد حراس الأمن تكشف لنا أن هناك أكثر من سبب وخلل في عمليات الحراسة.. وأذكر أن مترجما يعمل في الولاياتالمتحدة كان يقوم بدور المترجم لمتدربين من إحدى الدول العربية قال لي حاولنا إقناع حراس أحد الرؤساء العرب بأن الحارس أهم من رئيس الدولة ولكنهم لم يقتنعوا ولم يستوعبوا أن موت الحارس يعني موت الرئيس وأن الحارس لا بد أن يحافظ على نفسه حتى يستطيع حماية الرئيس.. هذه فلسفة أمنية يبدو أنها لا تصلح أن تطبق في العالم العربي إما بسبب الولاء أو بسبب المبالغة.. وقيام شاب بطعن حارس هو حادث يتكرر لأسباب عديدة ولا مجال هنا لتحليلها وهي أسباب توضح ظاهرة هذا النوع من الإرهاب في المجتمع.. وهذا دور المهتمين بدراسة الجريمة.. ما يهمني هنا هو حماية الحراس أنفسهم فهم يحتاجون إلى حماية من نوعين.. التدريب على الدفاع عن أنفسهم بتعلم الرياضات الخاصة بذلك والتدريب على كيفية التعامل مع تلك المواقف والسيطرة عليها قبل أن تستفحل.. في بريطانيا لا يحمل رجل الأمن أي سلاح سوى عصا صغيرة وجزء من هؤلاء نساء.. لكني لا أنسى كيف استطاعت فتاة صغيرة إسقاط رجل ضخم مشبوه في ثوان لتضع في يده (الكلبشات) وتقوده إلى المخفر.. وكيف يستطيع رجل الأمن البريطاني أن يرشدك إذا أضعت الطريق وهو يراقب الشارع بدقة ويكلم في الهاتف آخرين.. إنه التدريب على تنفيذ المهام بكفاءة عالية.. شركات الحراسة الأمنية مسؤولة عن تدريب حراسها للدفاع عن أنفسهم وعن الآخرين وهذا لا يكلف كثيرا ومن المهم أيضا تدريبهم على طرق الحوار والتعامل مع هؤلاء المجرمين وأخيرا لا بد من منحهم رواتب جيدة فهم يواجهون أخطارا مثلهم مثل رجل الأمن.