افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس الأول في محافظة الدرعية، مشروع تطوير البجيري، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية. كما وضع حجر الأساس لمشروع فندق حي سمحان التراثي بالدرعية التاريخية، وأزاح الستار عن لوحة تذكارية بعنوان (الدرعية التاريخية موقع تراث عالمي) بمناسبة انضمام حي طريف التاريخي لقائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو. كما اطلع على مسجد الظويهرة الذي تبرع بتكاليف ترميمه الأمير سلطان بن سلمان. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مقر الحفل، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأمير الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية الأمير فيصل بن بندر، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية الأمير سلطان بن سلمان، ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله، وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم السلطان، وكبار المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته في الحفل الخطابي إن هذا المشروع المتعلق بالدولة السعودية والتراث الحضاري الوطني هو أول مشروع يدشن في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي دعمه حتى رأى النور لاعتقاده الراسخ بأهمية المحافظة على المواقع التي تحكي قصص التاريخ المجيد وملحمة الوحدة الوطنية المباركة. مضيفا أن الدرعية سيتبعها قريبا مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني. واستأذن الأمير سلطان بن سلمان من خادم الحرمين أن تطلق الهيئة مبادرة (عيش السعودية) لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلب المواطن. مشيرا إلى أن المبادرة تستهدف في مرحلتها الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن ليعيشوا بلادهم ويتعرفوا عليها واقعاً مشرقاً وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة ولم يبن فجأة وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية وأنها حتمية لبقائهم وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية. وبين أن المبادرة تنطلق بشراكة مع إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارتي التعليم والثقافة والإعلام، ودارة الملك عبدالعزيز، وعدد من الشركات الوطنية منها أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، وناس والاتصالات السعودية. وأعلن رئيس الهيئة العليا للسياحة عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على رعاية برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية ويشمل ترميم 34 مسجدا تتولاه الهيئة ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، كما ستباشر الهيئة قريباً إنشاء مركز ومعرض متكامل للتراث العمراني الوطني بالدرعية. من جانبه قال أمير الرياض: «في هذا المكان، موطن الحضارة، ومنبع العروبة، منذ القدم، نشأت الدرعية، حاضرة نجدٍ الأولى، وعاصمة ذاك الكيان المبارك، تطل من هذه الضفاف مآثر عمران حي الطريف العتيد، مقر الحكم والقيادة، وسكن الإمام محمد بن سعود، يقابلها على الضفة الأخرى، حي البجيري، منطلق الدعوة، ومنارة العلم، وسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب تغمد الله الجميع بواسع رحمته». بعد ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين، المشروع ووقَّع على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال. ثم شاهد، عروض الصوت والضوء التفاعلية التي رسمت على جدران قصر سلوى الأثري في حي الطريف المقابل، واشتملت على عرض درامي قصصي يحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية وتقنيات الوسائط المتعددة. إثر ذلك قدمت فرقة الدرعية للفنون الشعبية، «العرضة السعودية». وشارك خادم الحرمين وولي العهد والأمراء في أداء العرضة. وعقب الحفل التقى خادم الحرمين الشريفين أعضاء اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية. واطلع على المشاريع المقبلة في الحي، والتطوير الشامل للدرعية التاريخية، والمواقع المستهدفة للتوسع، ووجه باستكمال المراحل وسرعة إنجازها.