تواصلت المعارك في مدينة عدن«جنوب اليمن» بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية؛ بعد يومٍ من طرد المتمردين من وسط المدينة، في وقتٍ أفيد بشنِّ المتمردين حملة اعتقالات لسياسيين محسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح ومداهمة عددٍ من المقرات التابعة له. وقالت مصادر محلية في عدن إن دبابات تابعة للحوثيين والجيش الموالي للرئيس السابق اقتحمت أمس منطقة المعلا «وسط المدينة»، وصاحب هذا الاقتحام قصف مدفعي كثيف. وأورد موقع «المشهد اليمني» نقلاً عن سكان أن «القصف متواصل من جبل حديد ويستهدف الأحياء السكنية لإجبار مسلحي اللجان الشعبية على الانسحاب أمام القوات الموالية للمتمردين». إلى ذلك؛ أفيد بشن الحوثيين حملة مداهمات لعددٍ من منازل قيادات التجمع اليمني للإصلاح ومقار ومؤسسات خيرية تابعة للحزب الذي أعلن قبل أيام تأييده عملية «عاصفة الحزم». وأوردت مصادر إعلامية أن المتمردين اقتحموا أمس منزلاً لرئيس الهيئة العليا ل «الإصلاح»، محمد اليدومي، في صنعاء واعتقلوا نجله. كما اقتحم المتمردون مقر دائرة «طلاب الإصلاح» في شارع الرباط بالعاصمة وفرع الحزب في صنعاء القديمة، بحسب موقع «المصدر أون لاين» الذي أشار أيضاً إلى اقتحام المقر الرئيس لجمعية «الإصلاح» الخيرية واعتقال عددٍ من القيادات المحسوبة على الحزب. وفي تطورٍ لاحق أمس؛ أفاد موقع «المشهد اليمني» الإخباري بوصول رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة، خالد بحاح، إلى الرياض في إطار جولة له في المنطقة قال إنها «للتشاور حول إيجاد حلول تسهم في وقف الصراع الدائر في اليمن وإنقاذه من الوضع المتدهور». وأوضح بحاح، في بيانٍ نشره على حسابه في موقع «فيسبوك»، أن «هذه الزيارة تأتي في إطار جهد شخصي وطني يسهم فيه بمعيَّة كل المخلصين لإنقاذ الوطن من الانهيار الكامل بسبب صراع الثارات والمغامرات السياسية غير المسؤولة، والاتجاه نحو بناء وطن مؤسسي جامع لكل أبنائه بعيداً عن ثقافة الإقصاء والتخوين والاستقواء». وأكد أن جولته تأتي بعد لقاءات موسعة عقدها في نيويورك مع عدد من المهتمين بالشأن اليمني. كان بحاح، الذي استقال بعد اجتياح الحوثيين القصر الرئاسي في صنعاء في يناير الماضي، غادر اليمن في ال 24 من مارس متوجهاً إلى الولاياتالمتحدة بعد نحو أسبوع من رفع جماعة الحوثي الإقامة الجبرية عنه. في سياقٍ متصل، أعلن الحزب الاشتراكي اليمني أنه سيتقدم بمبادرة إلى «القوى السياسية والأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأحداث الجارية في البلاد». ووفقاً لموقع «الاشتراكي نت»؛ ناقش اجتماع مشترك للأمانة العامة ل «الاشتراكي اليمني» ومكتبه السياسي أمس أفكار وبنود مبادرة يعتزم الحزب إطلاقها و»تتضمن إيجاد معالجات شاملة للأزمة التي تشهدها البلاد ودرء المخاطر الكارثية التي تنذر بها». وحذر الحزب من أن «جمود العمل السياسي في اليمن يزيد الأخطار تعقيداً ويبعد البلاد عن التوصل إلى الحل الذي يحميها من الوقوع في حبائل الحرب الأهلية»، مشيراً إلى «بحث قياداته خطة للتحرك السياسي مع كل الأطراف السياسية والشخصيات الوطنية والأطراف الدولية» ولم يفصح موقع الحزب عن بنود خطته المقترحة.