احتشد آلاف من اليمنيين في صنعاء وتعز وإب أمس، رفضاً لانقلاب الحوثيين وتأييداً لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما ازداد المشهد السياسي تعقيداً مع إصرار حزب «المؤتمر الشعبي» على رفضه نقل الحوار من صنعاء، ومطالبة «الحراك الجنوبي» بنقله إلى خارج اليمن، في ظل سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة، وتلويحهم باقتحام الجنوب. في الوقت ذاته، هاجم مسلحون من عناصر «الحراك الجنوبي» دورية للجيش في محافظة لحج، بعد نجاح قواته في فلك الحصار عن مواقع له. ووقعت صنعاءوطهران اتفاقاً لتدشين خط جوي بين العاصمتين. والتحقت البحرين بالسعودية والإمارات وقطر والكويت، وقررت استئناف العمل في سفارتها من عدن، فيما استقبل هادي السفير السعودي محمد سعيد آل جابر الذي صرح بأن اللقاء يأتي في سياق «تأكيد المملكة الشرعية الدستورية التي يمثلها هادي ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب اليمني الشقيق». وأكد أن سفارة المملكة تزاول كل نشاطها من عدن. في غضون ذلك هاجم مسلحو «الحراك الجنوبي» دورية للجيش في منطقة الحبيلين التابعة لمحافظة لحج (جنوب)، ما أدى إلى جرح سبعة جنود، غداة نجاح الجيش في فك الحصار عن عدد من مواقعه في المنطقة. تزامن ذلك مع هجمات شنّها مسلحون قبليون مدعومون بعناصر من تنظيم «القاعدة» طاولت مواقع لجماعة الحوثيين في محافظة البيضاء، ما أوقع قتلى وجرحى من الجانبين. وكانت طائرة من دون طيار يرجّح أنها أميركية قصفت ليل الجمعة سيارة تقل مسلحين يُعتقد بأنهم من عناصر «القاعدة» في منطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة، وأكدت مصادر قبلية مقتل أربعة أشخاص كانوا في السيارة. وندّد المشاركون في تظاهرة حاشدة نُظّمت في صنعاء أمس، باستمرار انقلاب جماعة الحوثيين على العملية الانتقالية، ورفعوا لافتات تطالب بعودة أجهزة الدولة وفك الحصار عن الحكومة ورئيسها خالد بحاح، وإطلاق المخطوفين من الناشطين المناهضين للجماعة. وجاب آلاف من المتظاهرين شوارع مدينتي إب وتعز، تأييداً لشرعية الرئيس هادي الذي كان نجح في الإفلات من قبضة الحوثيين قبل نحو عشرة أيام، وانتقل إلى عدن معلناً التراجع عن استقالته. وفيما يواصل مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر جهوده في صنعاء لإقناع الأطراف السياسية بالتوافق على مكان لاستئناف الحوار، جدد حزب «المؤتمر الشعبي» في اجتماع لكبار قادته برئاسة الرئيس السابق علي صالح، رفضه نقل الحوار من صنعاء، بعد تصريحات لقيادات في «الحراك الجنوبي» دعت لنقله إلى خارج اليمن. ويصر هادي وأحزاب «الإصلاح» و «الاشتراكي» و «الناصري» و «العدالة والبناء» و «الرشاد» السلفي على نقل الحوار إلى عدن أو تعز بعيداً من استقواء جماعة الحوثيين في صنعاء، حيث تحاول فرض مسار جديد للعملية الانتقالية تحت سقف ما تعتبره «الحالة الثورية» التي يمثلها أنصارها. وأفادت مصادر «المؤتمر الشعبي» بأن صالح «شدد على تمسك المؤتمر وحلفائه بالحوار بين كل الأطراف السياسية باعتباره الوسيلة المثلى للخروج بالبلاد من أزمتها»، كما أكد «ضرورة التوافق على تحديد فترة زمنية لإنهاء الحوار والتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، بحيث لا تظل الدولة من دون قيادة متوافق عليها». على صعيد آخر (رويترز) بثت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن اليمن وإيران وقّعا أمس اتفاقاً في مجال النقل الجوي، في خطوة ربما تعكس دعم طهران للحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء. وأوضحت الوكالة إن الاتفاق الذي وقّعته في طهران سلطة الطيران في كلا البلدين يتيح لكل جانب تنظيم 14 رحلة جوية اسبوعياً. وأشارت مواقع الخطوط الجوية الإيرانية واليمنية إلى عدم وجود رحلات جوية بين البلدين الآن.