دُشِّن مساء أمس الأول في افتتاح مهرجان بيت الشعر الأول «دورة محمد العلي»، في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام «الجهة المنظمة»، ديوانُ «لا أحد في البيت» لمحمد العلي، وكتاب شهادات عن العلي بعنوان «تلك الزرقة التي علمتنا الأناشيد». وصدر الديوان عن فرع الجمعية ودار مسعى للنشر والتوزيع، بمناسبة حمل الدورة الأولى للمهرجان اسم «محمد العلي». وأعدَّ الديوان وجمع نصوصه وحررها الشاعر أحمد العلي، الذي كتب في مقدمته تحت عنوان «لا أحدَ في البيت.. هذا ما غَنِمتُهُ»: «خالَفْتُ، في تحريري لهذا الكتاب، وانتخابي لما فيه، ما هو معمولٌ به في صَنعة التحرير، تحرير الأعمال الشعريَّة على وجه الخصوص. لا أبتغي عَرْضَ أشهر قصائد الشَّاعر، أو إبراز ما يستهويني منها، أو حتى بناء مسرحٍ لتجربته الشعريَّة. تَظهرُ نصوص الشَّاعر هنا بوصفها حلماً؛ تتقطَّعُ وتتَّصل، سِنَةً ونَوماً، حُلمٌ غَزَلتُهُ لنفسي، فِعْلُ قراءتي.. فالقراءة في جذرها محاولةٌ للرؤية، امتثالٌ لما يتبدَّى وما يتخفَّى، وأسلمتُ نفسي لذلك؛ إنها سرقةٌ مُترفة، وتلصُّصٌ مُباحٌ على أوكار المجاز وأفاعيه، وعلى غُرَف الوقت ونوافذ أفكاره، و.. على اللغة العارية على الشِّعر». وأضاف قائلاً: «مزَّقتُ أكثر النصوص كالأقمشة، أبعدتُ خيوطاً عن أسمالها لتأخذ بُعداً فضائيَّاً، احتمالاتٍ أكثر. كَسَرتُ أسطُراً ويتَّمتُ أبياتاً، وأبكَيتُ الخليلَ، ليس لأني عاندتهُ، أنا لا أكرهه، أبداً، بل تجاهلته، ولم أُعِرهُ خاطري ووجداني. قَسَوتُ عليه. كأنِّي أُعتِمُ بحراً كاملاً وأطيرُ بكشّافٍ واحدٍ أُسَلّطه على مَوجَةٍ واحدة. مَن يتغيَّى فهمَ ذهنيَّة بناء الشَّاعر لقصائده، وتفكيكَ تجربته الشعريَّة، بُغية حقنها في الدم والهواء، أو للبحث والتوثيق، فعليه قراءة الديوان الكامل «لا ماء في الماء». هُنا فُرصَةٌ لحُلمي كي يراه أحدٌ غيري، لغنائمي، وبَقيَ أن أقوَل بأنني قد اخترتُ هُنا أيضاً مقاطعَ من ثمانية عشر نَصاً لم تُدْرَج في الديوان آنف الذِّكر». ويختتم العلي مقدمته: «هكذا أَبَحتُ لنفسي ما لا يُعقَلُ ولا يجوز، ما قَد يُغضِبُ مني الشّاعر، أو المسلوبين بذاك الغول في ليل الشّعر، أَعني العروض. لكنها -وأنا أضحك الآن- رُقْعَةُ لَعِب، محكومةٌ بشروط الفتنة والافتتان. أُراهنك على هذا».