«أتيت إليكم اليوم من اليمن الجريح».. عبارةٌ بدأ بها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، كلمته التي ألقاها أمس خلال قمة القادة العرب في شرم الشيخ ودعا فيها إلى استمرار عملية «عاصفة الحزم». الرئيس هادي أوضح أنه تعرَّض لأكثر من هجوم وفقد إخوةً ورفاقاً «أثناء رحلتي إليكم»، إلا أنه كان مصمّماً على الحضور لتمثيل الشرعية الدستورية في بلاده ولإيصال صوت اليمنيين إلى الأمة العربية، مبدياً تحسُّره على الأوضاع في وطنه وشعبه بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية والدولة. واتهم هادي المتمردين بأنهم مصابون بهوس السلطة والاستبداد هم وحلفاؤهم في الخارج، وانتقد دغدغتهم المشاعر بالحديث عن انتهاك السيادة «في حين أن من انتهك السيادة في اليمن هم من فجّر المساجد ودور تحفيظ القرآن ومن نهب المعسكرات والمؤسسات المدنية ومن احتل المدن والمحافظات ومن حاصر الرئيس ومن تجرَّأ على ضرب القصر الجمهوري في عدن بالطيران الحربي». واعتبر أن عملية «عاصفة الحزم» التي بدأت فجر الخميس ينبغي أن تستمر «حتى تُعلِن العصابة الحوثية استسلامها، وترحل من جميع المناطق التي احتلتها في مختلف المحافظات، وتغادر مؤسسات الدولة ومعسكراتها، وتسلِّم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافةً سواءً التي نهبتها من معسكراتِ ومخازنِ الدولةِ أو التي سبق أن أمدتها بها إيران للحربِ على الدولة والشعب اليمني على مدار الأعوام السابقة، وحتى يسلِّم قادة هذهِ العصابة أنفسهم للعدالةِ (…) وعدم السماح لهم بمواصلة جرائِمهم ضد الأمن والسلم الدوليين وكذلك حلفاؤهم الآخرون العابثون بأمنِ وسيادةِ واستقلالِ اليمنِ وكبح طموحِهم لإخضاع اليمن لرغباتهم وتعقُّبِهم وتجفيف مصادر تمويلِهم حتى يتوقفوا عن التآمرِ جهراً وسراً مع إيران ضد اليمن وجمهوريته ووحدته واستقراره وإعلان تخليِهم عن إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية». في السياق ذاته، ثمَّن الرئيس عالياً الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في الدعمِ الكاملِ والمساندةِ الصادقةِ للشعبِ اليمني سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا في مختلفِ المراحلِ وفي كافةِ الظروف، كما قدّر الجهود التي تقدمها دول مجلس التعاونِ الخليجي وكافة الدول المشاركة في الائتلاف الداعم للشرعية اليمنية، مشدداً على أن «هدف عملية عاصفة الحزم الرئيس والوحيد هو حماية الشعب اليمني من عدوان غاشم يستهدف هويته العربية وقيمه الإسلامية». وذكَّر هادي بأن الشرعية في اليمن سلكت طريق الحوار مبكراً وعقدت مؤتمراً وطنياً شاملاً بمشاركة كافة الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية انطلاقاً من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وأضاف «وصلنا إلى توافقٍ على مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ في يناير 2014، واعتقدنا أننا تجاوزنا كثيرًا من الصعاب بعد الانتهاءِ من إعدادِ مسودةِ الدستور، إِلا أن القوى الظلامية عادت مجددًا لتجرّ البلد إلى الخلف متحديةً بذلك الإرادة الشعبية وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، وواجهت كل أبناء الشعبِ وقواه الحيَّة السلمية بقوة السلاح وعملت على عسكرةِ العاصمةِ صنعاء واجتياحِ عديدِ من المحافظات ومحاصرةِ قياداتِ الدولةِ العليا وتعطيل عمل المؤسسات الحكومية من خِلالِ السيطرة المُسلحةِ وبدعمٍ وشراكةٍ وتأييدٍ من أطرافٍ محليةٍ ناقمة وحاقدة وعابثة ومن أطراف إقليمية لا تريد لليمن والمنطقة العربية ككل الأمن والاستقرار». إلى ذلك؛ خاطب هادي في كلمته القوات المسلحة والأمن اليمني قائلًا: «أنتم جيش الوطن الأمين وصمام أمان وحدته الوطنية، ومسؤوليتكم اليوم تتجلى في الحفاظِ على الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ مؤسساتِ الدولةِ من النهبِ وحمايةِ المواطنين وأعراضهم في كل ربوعِ الوطن، وتنفيذِ تعليماتِ قيادتِكم الشرعية والتمسكِ بالثوابتِ الوطنية، وأؤكدُ لكم أنّنا عازمون على إعادة بناء قوات الجيش والأمن على أسسٍ وطنيةٍ وعلميةٍ حديثة والاهتمامِ بها حتى يكون جيشاً لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه». كما خاطب الرئيس من سمّاه «دمية إيران» قائلاً «أقول لدمية إيران وألعوبتِها ومن معه، أنت من دمّر اليمن بمراهقتك السياسية وافتعالك للأزماتِ الداخلية»، وزاد «من يعتقد أنه بالزعيق والخطابة يمكن أن تُبنى الأوطان فهو مُخطئٌ ألف مرة، فأنت من انتهك السيادة وأنت من يتحمل مسؤولية كل ما جرى وكل ما سيجري إذا واصلت مراهقتك السياسية وأحلامك الضيقة، فعد إلى رُشدِك أنت وحُلفاؤك».