ثمَّن عدد من الإعلاميين اليمنيين الموقف الذي اتخذته المملكة مع شقيقاتها في دول الخليج والدول العربية، المتمثل في تنفيذ عملية «عاصفة الحزم» من أجل إيقاف تحركات ميليشيات جماعات الحوثي وأعوانهم، الذين استهدفوا إسقاط شرعية القيادة اليمنية، محذرين من الانسياق وراء الادعاءات الكاذبة التي يروِّج لها الحوثيون عبر بعض المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي للتشكيك في أهداف الدفاع العربي المشترك لحماية اليمن. وأوضحوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أمس، أن قرار البدء في العملية العسكرية الجوية لم يأتِ من فراغ أو عبث، بل كان بعد محاولات تهدئة عديدة استنفدتها المملكة ودول الخليج والدول العربية للوصول لحل سلمي ورأب الصدع اليمني، وإعادة السلام إلى أراضيه. وقال نائب رئيس تحرير صحيفة «المصدر» اليمنية، علي فقيه: إن التدخل العسكري الذي جاء بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وتمناه الشعب اليمني منذ وقت طويل، هو إجراء ضروري أتى بعد أن تمادت مليشيات الحوثي في طغيانها واستكبارها، وعاثت في الأرضي اليمنية فساداً وخراباً. وشدد على أن الشعب اليمني سعيد بالتدخل العربي بعد أن ضاقت بهم اعتداءات جماعات الحوثي ضد أبنائهم واستباحتهم أراضيهم، وبعد أن تطاولوا على لغة الحوار التي كانت محل ترحيب الأوساط اليمنية، مشيراً إلى أن الأوضاع في بعض مناطق اليمن بدأت الآن تعود إلى مجراها الطبيعي. ومن جهته، حمَّل مدير مكتب وزير الإعلام اليمني السابق، عبدالباسط القاعدي، مليشيات الحوثي ما آل إليه الوضع في اليمن من قهر سياسي واجتماعي تسبب في هلاك البلاد، وأوصلها إلى طريق الحرب والعنف. وبيَّن أن ردة فعل «عاصفة الحزم» كانت الطريقة المناسبة للرد على لغة الحوثيين التي لا تعرف إلا السلاح والقتل، وترفض لغة الحوار والتهدئة، وتريد أن «تتفرعن» بداعميها من الداخل والخارج على الشعب اليمني، وتصل إلى دور الجوار، موضحاً أن التدخل العربي موقف عربي أصيل للذود عن اليمن العربي وحفظ سلطته الشرعية والدفاع عن مصالح أبنائه، حيث إن اليمن يمثل الامتداد الاستراتيجي للمنطقة، واستهدافه يعني استهداف المنطقة. وحذَّر القاعدي من الإنصات إلى الحملات المغرضة التي تبثها جماعات الحوثي الإرهابية عبر بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل التشكيك في إيجابية هذه الضربة الجوية التي ستعيد اليمن إلى ما كان عليه من خير ومجد وسؤدد. أما الأكاديمي والكاتب المتخصص في الشأن اليمني، الدكتور حسن منصور، فقد قال إن التدخل العربي المطلوب من قيادة اليمن الشرعية وشعبها، جاء في الوقت المناسب لوقف التحركات الحوثية المعادية المدعومة بتدخلات ومؤامرات تدبِّرها جهات خارجية مدعومة من الداخل من أجل زعزعة اليمن وإضعافه. وذكر أن الشعب اليمني يقدِّر عالياً للمملكة والدول العربية هذا التضامن السياسي لانتشال اليمن من براثن الطغمة الباغية، مشيراً إلى أن السعادة تغمرهم وهم يرون اندحار الجماعات الإرهابية من أراضيهم التي استولوا عليها، ويأملون أن يندحروا من بقية الأراضي وتعود صنعاء إلى قيادتها الشرعية وأهلها وبقية اليمن، ويسود السلام البلاد بعد أن وصل اليمن إلى أوضاع سيئة في مختلف المجالات الإنسانية والاقتصادية والسياسية. ووصف الكاتب والمحلل الصحفي رشاد الشرعبي التدخل العربي لدحر الجماعات الإرهابية، بأنه مرحلة العلاج بالكي التي لجأ إليها العرب بعد نفاد كل الحلول العاقلة التي ترغب في إحلال السلم بدلاً من العنف. وأعرب عن اعتقاده بأن الضربات الجوية سوف توقف الزحف الحوثي، وتلجم تحركاته التي تستهدف الشرعية وتهديد أمن اليمن والأمن الإقليمي. ورأى رئيس مركز أبعاد اليمني للدراسات والأبحاث عبدالسلام محمد، أن «عاصفة الحزم» حققت أهدافها بقصف معاقل تجمُّع مليشيات الحوثي ومعاونيهم، مبيناً أنها سوف تشل يد الحوثي العسكرية، وستربك تحركاته داخل اليمن، متمنياً مواصلة الدعم العربي لليمن، وتعزيز مكانة سلطته الشرعيّة، وإيقاف من يحاولون النيل منها سواء من الداخل أو الخارج، ودعم روح الشعب اليمني الذي يتمتع بالروح المعنوية العالية بعد أن لمس الوقوف العربي مع بلاده، محذراً من المعلومات المغلوطة التي يروِّج لها الحوثيون ومعاونوهم عبر الإعلام للنيل من اللحمة العربية التي تقصد الخير لليمن. بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني أحمد شوقي أحمد، أن التدخل العسكري العربي كان لا بد منه من أجل إنقاذ اليمن من براثن الإرهابيين الحوثيين بعد التدهور السريع الذي ألحقوه باليمن وأهله. وأشار أحمد إلى أن الضربة الجوية صنعت كثيراً من المتغيرات في الميدان، وغيَّرت كثيراً من موازين القوى على أرض اليمن، ووجهت خطاباً واضحاً لمن يريد أن يفكر في زعزعة اليمن بأن هناك من يقف وراءه ويدعم سيادته ووحدته، وأن أمن اليمن ضرورة ملحة للأمن الإقليمي والعربي. وشدد على أهمية أن يكون التدخل العربي الذي سيعيد أمن اليمن، فرصة لدعوة جميع الأطراف اليمنية بمختلف أطيافها إلى التخلي عن السلاح وجعله مقتصراً على الحكومة، وتوحيد الرؤى نحو تعزيز مصلحة الوطن، والسعي إلى تبني علاقات مميزة مع دول الجوار، والخروج من حالة الحروب والنزاعات الجارية إلى التفكير في تنمية اليمن.