يلوح موسم الصيف بيده إيذانا بالدخول، حيث يأتي وتأتي معه سمفونيات السياحة التي يعزف عليها كل من له مردود من خلفها. وليست كغيرها من المدن أبها في تأنقها مع تكرار هذا الموسم، فهي تبدو طيلة الصيف وطيلة فترة استقبالها للسياح في أبهى صورها، لكن كيف كانت قبل مجيئهم وكيف ستبدو بعد رحيلهم؟ هذا ما يعانيه أهلها وقاطنوها كل عام. حين تكون من سكان أبها ستعرف كيف لا يمكنك الاستمتاع بفعاليات صيفها ومهرجاناته، لأن الازدحام والاختناقات المرورية وغيرها ستجعلك تفضل احتساء الشاي في منزلك، ممعنا في الروتين على خوض غمار رحلة تنزه لا تضمن نجاحها. وحين تكون من سكانها ستجد في المزارع والمخططات السكنية متنفسا لك ولأسرتك إذا تعذر عليك التنزه في سواها. قبل أن يقدم هذا الموسم هل زار أحدكم حدائق أبها أو متنزهاتها التي تبدو بالية وخاوية ولا تكتمل أناقتها إلا قبل مجيء هذا الموسم! فتزهر أشجارها وتكتسي شوارعها بإضاءات الفرح، وتغمر مرافقها بكل عوامل الجذب. وبعد رحيل هذا الموسم هل شاهد أحدكم كمية الدمار البيئي الذي خلفه اكتظاظ المدينة بالزوار؟ لست ضد السياحة ولا أنتقد ما يقدم في أبها من برامج وفعاليات صيفية لأنها دوما مميزة، لكن لسكان المنطقة حق في الاهتمام بالمرافق السياحية طوال السنة، وفي إيجاد حل لإعادة المدينة كما كانت عليه قبل الصيف. كل ما نرجوه من لجنة التنمية السياحية التي تشكل كل عام، أن تركز على مسألة تنظيف الأماكن والمرافق السياحية بعد رحيل السياح بحلول عملية أكثر تطورا من حلول الأعوام الماضية، وأن تولي قاطني المنطقة شيئا من اهتمامها قبل مقدم الصيف.