دخلت القوات العراقية الأربعاء مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد عشرة أيام من بدئها هجوماً هو الأكبر ضد تنظيم «داعش»، الذي شن بدوره أمس هجمات مكثفة في الرمادي مركز محافظة الأنبار. وقالت مصادر في الجيش العراقي ومسؤول محلي إن القوات الأمنية دخلت أمس الجزء الشمالي من تكريت بعد عشرة أيام من بدء هجوم لاستعادتها ومناطق محيطة بها يسيطر عليها الجهاديون منذ أشهر. وقال ضابط برتبة لواء «نحن الآن نقوم بمهام قتالية لتطهير حي القادسية»، أحد أكبر أحياء المدينة الواقعة على ضفاف نهر دجلة. وأضاف «تمكنا من استعادة السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة، لكننا نخوض معارك في غاية الدقة لأننا لا نواجه مقاتلين على الأرض، بل عمليات قنص وأرض ملغومة، فتحركنا بطيء». ويلجأ التنظيم إلى أسلوب تفخيخ الطرق والمنازل ونصب الكمائن بالألغام، إضافة إلى أعمال القنص والهجومات الانتحارية، لإعاقة تقدم القوات التي تحاول استعادة مناطق يسيطر عليها. وبدأ نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وعناصر فصائل شيعية وأبناء عشائر سنية، عملية لاستعادة تكريت ومحيطها في الثاني من مارس. والهجوم هو الأكبر ضد تنظيم «داعش» منذ سيطرته على مناطق في شمال البلاد وغربها في يونيو. وتقدمت القوات من ثلاثة محاور هي محافظة ديالى (شرقاً) ومدينة سامراء (جنوباً) وقاعدة سبايكر العسكرية وجامعة تكريت (شمالاً). وسيطرت هذه القوات تباعاً على مناطق محيطة بتكريت أبرزها قضاء الدور (جنوباً) الأحد، وناحية العلم (شمالاً) أمس الأول الثلاثاء. وتحظى تكريت بأهمية رمزية وميدانية. فهي مسقط الرئيس الأسبق صدام حسين وتقع على الطريق بين بغداد والموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في يونيو. من جهة أخرى، بدأ تنظيم داعش صباح أمس هجوماً على مدينة الرمادي بسبع عجلات عسكرية من طراز هامر مفخخة يقودها انتحاريون. وبحسب الرائد في الشرطة مصطفى سمير «استهدف الهجوم مناطق الحوز والملعب (جنوباً) وطوي والبو فراج (شمالاً) والبو عيثة (شرقاً) وتلته اشتباكات بين القوات الأمنية وأبناء العشائر السنية من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى. وأدت التفجيرات إلى مقتل عشرة عناصر على الأقل من القوات الأمنية، وإصابة ثلاثين شخصاً بينهم مدنيون جراء سقوط قذائف الهاون، بحسب مصادر في الشرطة ومستشفى الرمادي. وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع «تويتر» أن انتحارياً من كل من بلجيكا وسوريا والقوقاز، كانوا من بين المهاجمين. ويسيطر التنظيم على أطراف الرمادي من الجهات الأربع، بينما تسيطر القوات الأمنية وأبناء العشائر السنية على مركز المدينة، وضمنه مجمع المباني الحكومية الذي استهدف أمس بالهاون. وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي عبر حسابه على «تويتر» إن ما حصل هو «أشد هجمة إرهابية يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي» ضد الرمادي. وأكد أن «قواتنا الأمنية الباسلة كانت لهم بالمرصاد وعلى درجة كبيرة من الاستعداد بفضل المعلومات الاستخباراتية التي كانت لديهم». وأشار إلى أن «المبادرة هي بيد قواتنا الأمنية وأبناء العشائر»، معتبراً أن ما جرى أمس «هو نصر أكيد للأنبار».