قال الشاعر والفنان التشكيلي السعودي سامي الجريدي إنه لم يكن يتوقع تماماً أن يفوز بالمركز الثالث لجائزة الشارقة للبحث التشكيلي، التي أقيمت دورتها لهذا العام تحت العنوان «المفاهيمية في الفن التشكيلي العربي»، عن بحثه «المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي»، غير أنه كان يحدس بذلك. وحين تسلم جائزته في الشارقة مساء الخميس الماضي، أضاف في تصريح للشرق «بصراحة، تأكد هذا الحدس لدي بعد أن حصل أحد الأعمال المفاهيمية للفنان التشكيلي السعودي عبدالناصر غارم على أعلى سعر لعمل تشكيلي في مزاد كريستي في دبي للعام 2011. فقد حفزني هذا المنجز اللافت للفن التشكيلي السعودي على التقدم للجائزة، وأصبح من المهم لي أن أشارك فيها، خصوصاً أن العنوان الذي طرحته الجائزة حول الفن المفاهيمي كان مشروعاً نظرياً اشتغلت عليه منذ العام 2006، وأعددته كتاباً كي ينشر قبل علمي بالجائزة بقليل». وأوضح «أنا حقاً سعيد بهذه الجائزة، وسعيد بأن أكون واحداً من ثلاثة، يحوز الإثنان الأولان الفائزان بها شهادتي دكتوراة في حقل النقد الفني، ومن المغرب المشهود لنقادها بتميزهم». ورداً على سؤال عن ضعف الأطروحات النقدية العربية الخاصة بالنقد المفاهيمي عربياً، وقلة المصادر والمراجع على هذا الصعيد، قال الجريدي «كانت منطلقاتي الأولى أنني بداية فنان تشكيلي يمارس الفن المفاهيمي، وينتج أعماله ضمن هذا النسق الفني والمعرفي، وأدرك ما هو الصنيع الفني المفاهيمي كعملية ابداعية، وشاركت منذ العام 2000 في عدد من المعارض من بينها أتيليه جدة، ومعرض كلية الفنون في جامعة مانشستر، وسواهما». وأضاف: إن تخصصي الدقيق هو النقد الأدبي، ونشرت عام 2007 كتاباً في موضوع الرواية النسائية السعودية بعنوان «دراسة في الخطاب الأنثوي في الرواية النسائية السعودية»، وصدر عن مؤسسة الانتشار العربي، فضلاً عما تيسر لي من ممارسة للنقد التشكيلي الذي تناولت فيه عدداً من التجارب الفنية السعودية، مثل تجربتي شادية عالم، وأيمن يسري، وكان ذلك في سياق النقد المفاهيمي أيضاً. مؤكداً أن ذلك قد سهّل التغلب على قلة المصادر والمراجع النقدية المفاهيمية في الثقافة العربية، ووفر له تقنيات البحث عن الخبايا والحفر المعرفي عبر نماذج من الفن المفاهيمي السعودي». قبل ذلك، كان الجريدي شارك في الجلسة الأخيرة للندوة النقدية التي أقيمت بموازاة الجائزة والإعلان عن الفائزين بها بورقة حملت العنوان «قلق الخطاب في التشكيل المفاهيمي السعودي» جاء فيها «تساءل الفرنسي ميشيل فوكو ضمنياً عن بنية القلق، ذلك القلق المعرفي الذي تغيب في شرايينه لغة سرية أخرى هي أصل الخطاب. وإذا كان البنيويون من أمثال جاك ديريدا، ورولان بارت، ورومان جاكوبسون، وصلوا في طرح أسئلتهم النقدية والمعرفية في التحليل النصي إلى مستوى مقارب من ذلك، إلا أنهم توقفوا عند المستوى الثاني من الفهم التحليلي للتأويل، وذلك من خلال بحثهم الأكبر عن المعنى والمعنى المتعدد، لكن المستويات الأخرى التي تحتضنها النصوص البصرية بعمق هي التي من شأنها أن تأخذنا إلى تأويل خطابي آخر». يبقى القول إن جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي التي بلغت عامها الرابع مع هذه الدورة للعام 2011 2012 طرحت موضوعها للعام المقبل 2012 2013 تحت العنوان: اقتناء الأعمال التشكيلية عربياً، تاركة اختيار محاور البحث وآلياته ومناهجه للباحثين والنقاد.