أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجنوبي، أن اتفاقية إدارة مهرجان صفري بيشة للمركز، التي رعاها أمير عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، تأتي ضمن مرتكزات أعمال المركز في تطوير أسواق التمور في المملكة وتطوير صناعة التمور في جميع مراحلها وتحسين الإنتاج وأساليب التعبئة والنقل بما يؤدي إلى تحسين فرص البيع، وبالتالي رفع العائد الاقتصادي للمزارعين خاصة في بيشة. وبيَّن أن إدارة المهرجان من قِبل المركز هي بداية لمجموعة فعاليات تساهم في تطوير صناعة التمور في بيشة من خلال ورش عمل تدريبية في الإنتاج وطرق الري وأساليب التعبئة والتغليف والعمل التعاوني، إضافة إلى تدريب أبناء المزارعين على العمل في هذا المجال وتطويره، مشيرًا إلى أن المركز نفذ برامج تدريبية ل 18 مستفيدًا في الموسم الماضي لإدارة السوق بغية إكسابهم الخبرة في إدارة مهرجانات التسويق وأعمال تجارة التمور في الموسم المقبل. من جهته أشاد مدير عام الزراعة في بيشة المهندس سالم القرني، بمضامين الاتفاقية مبشراً مزارعي بيشة بمرحلة جديدة من العمل لرفع مستوى المنتج، لا سيما وأنه مرَّ بفترة ركود أثرت سلباً على كمية الإنتاج منها الجفاف الذي أصاب النخيل. وأفاد القرني، أن برنامج تطوير منتج التمور وإعادة تأهيله يتطلب إيجاد مصادر ري أخرى، تتمثل في الاستفادة من المياه المعالجة الصحية، لتقلل نسبة الاعتماد على مياه الآبار الجوفية والاستفادة من التجارب العالمية، مشيرًا إلى أنه في حال بذلت وزارتا المياه والزراعة جهداً في ذلك فإنها ستعيد أكثر من مليوني نخلة إلى مكانها الطبيعي، وتطور الجانب الزراعي بنسبة عالية جداً وتنوع المنتجات الزراعية الأخرى. وتنتج محافظة بيشة وفقًا لتقرير المركز الوطني للنخيل والتمور أكثر من 60 ألف طن سنوياً، إلا أن إحصائية المركز الوطني أكدت أن أكثر من 60% من التمور يتم تصريفها بطريقة غير جيدة إلى خارج سوق مهرجان صفري بيشة، مما يفقد المتنج قيمته وتصنيفه، واستغلاله بطريقة مخالفة تتمثل في إضعاف قيمته الاقتصادية، رغم أنه من أهم أصناف التمور في المملكة بالإضافة إلى مخالفة النظام التجاري في انتساب تمور صفري بيشة إلى مدن ومناطق أخرى، مما يؤكد أهمية تحرك المتخصصين في المركز لاتخاذ إجراءات أكثر تنظيمية وتحسين المنتج ومكانته في السوق المحلية. وبارك عدد من رجال الأعمال والمتخصصين في مجال الاستثمار الاتفاقية التي رعاها سمو أمير منطقة عسير، بين محافظة بيشة والمركز الوطني للنخيل والتمور، للعمل على تطوير مهرجان صفري بيشة ضمن برنامج استثماري طويل الأمد للوصول بالمنتج إلى أعلى مستوى في الناحية الكمية والنوعية. وأبدى رجل الأعمال المستثمر في مجال التمور محمد الجبيري ارتياحه لتطوير الجانب الاستثماري في مجال التمور، مؤكداً أن إيجاد مثل هذه الاتفاقية تساهم بشكل فعال في دعم المنتجين وتسهيل آلية الحصاد والإنتاج وضمان سلامة المنتج وفق برنامج فني بالتعاون مع وزارة الزراعة ممثلة في المديرية العامة للزراعة في بيشة. وأكد من خلال خبرته لنحو ثلاثين عاماً، أن منتج صفري بيشة هو من أهم الأصناف المطلوبة في العالم، لا سيما وأنه ينافس عدداً من دول العالم في نوعية المنتج. بدوره بيَّن رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية ببيشة سياف آل خشيل، أن ما تم العمل عليه بشأن تطوير الجانب الاستثماري واعتماد برنامج الاتفاقية مع المركز الوطني يعزِّز دور المؤسسات الحكومية والخاصة في تطوير منتج مهم من أهم المنتجات العائدة في بيشة، مفيدًا أن بيشة خسرت في السنوات الماضية أكثر من مليوني نخلة بسبب الجفاف علاوة على كون آلية توزيع المنح الزراعية بشكل أكبر دون أخذ الاحتياطات بشأن الاستهلاك للمياه الجوفية من ضمن الأسباب. وقال «محافظة بيشة منتجة وتمتاز بخصوبة أرضها وتتكامل بها منظومة العوامل التي تؤهل للإنتاج، وأن إيجاد مصادر الري الزراعي الحديثة وتطوير المنتج والاهتمام بالمزارع والتوعية كلها ستؤدي إلى تطوير الزراعة في بيشة».