ثلاثون عاماً وأهالي حي الشهابية في الهفوف يضيقون ذرعاً من طفح مياه المجاري في شوارع ومناطق الحي، حتى باتوا يصبحون ويمسون على برك ومستنقعات المياه الآسنة التي تخلفها بيارات المنازل، في ظل عدم الانتظام وعدم التقيد بمواعيد شفط تلك المياه من قبل مقاول ومتعهد شفط مياه الصرف الصحي؛ فإذا حضر يوماً يغيب عن الحي لمدة أسبوع بأكمله. سكان وأهالي الحي أعياهم التعب، وهم يراجعون فرع الإدارة العامة للمياه في الأحساء التابع للمديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، وعند مراجعتهم يصطدمون بإجابة واحدة لا تشفي غليلهم ولا ترضي طموحهم وهي أن المقاول انتهى من أعمال الصرف الصحي في الحي، رغم عدم صلة ذلك بالحقيقة والواقع اللذين يعاصرهما قاطنو الحي، ومازال الأهالي يعانون دون أن يجدوا حلولاً عاجلة لواقعهم المر». يقول محمد الحمد إنه منذ ما يقارب الأربع سنوات أعطي لأحد المقاولين تنفيذ مشروع شبكة للصرف الصحي للشوارع الرئيسة فقط، وبدأ في منطقتين داخل الحي فيما لم يشمل المشروع مناطق أخرى؛ حيث انتهى مقاول المشروع من أعمال التنفيذ دون منطقتي «ج» و«ب» من الحي، وبانتهائه بدأت معاناتنا في طفح البيارات المنتشرة حول البيوت، فيما سيارات الشفط تعمل يوماً وعشرة أيام لا تقوم بتقديم خدماتها لمنازل الحي. وأضاف «مع الأسف ومنذ فترة طويلة مازلنا نحن أهالي الحي نعاني من المشي وعبور الشوارع مشياً على الأقدام في ظل وجود هذه المياه الآسنة التي تطفح بها الشوارع والروائح الكريهة التي أزكمت أنوفنا من ذلك الطفح وانتشار برك الصرف الصحي التي تنبعث منها على مدار الساعة الروائح الكريهة المنتشرة في كافة شوارع وحارات الحي منذ أكثر من عام». ويقول عبدالعزيز بورسيس أحد سكان الحي إن الأهالي ضاقوا ذرعاً لواقع حيهم وتحوله إلى مكب للنفايات الصلبة والسائلة؛ حيث إننا تقدمنا أكثر من مرة بالشكوى لمديرية المياه في المحافظة لإيجاد حل ينقذ به حينا من انتشار مثل تلك البرك والمستنقعات التي بوجودها أحالت الحي إلى مرتع للحشرات والقوارض دون جدوى. ويطالب بورسيس نيابة عن قاطني الحي المسؤولين في مديرية المياه بحل مشكلتهم وتخليصهم من الروائح الكريهة التي تزكم أنوفهم ومن استمرار طفح مياه الصرف الصحي، والعمل على ردم (البيارات) المسببة لمشكلتهم واستبدالها بشبكة صرف صحي. ويشير بورسيس إلى أن الأهالي منذ سنوات يطالبون بحل هذه المشكلة، وقد سبق لهم الالتقاء بأحد مسؤولي مديرية مياه الشرقية أثناء زيارة قام بها إلى الأحساء قبل عدة أعوام وعرضوا عليه مشكلتهم، ووعدهم بحلها إلا أن الأهالي منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا مازالوا يعانون؛ حيث إن مشكلتهم مازالت تائهة بأروقة المديرية وبين مكاتبها. وبيّن خالد الدخيل أحد سكان الحي أن حي الشهابية الشرقي قديم ومكتظ بالسكان، ورغم ذلك لم يشفع لنا لدى المسؤولين في المياه، منوهاً إلى ضرورة التفات المسؤولين إلى موضوع شبكة الصرف الصحي العامة، كما هو الحال في حي الشهابية الغربي الذي يفصله عن حينا شارع الستين، واكتمال مشاريع الصرف الصحي فيه. «الشرق» بدورها تواصلت مع المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية لنقل معاناة حي الشهابية في الهفوف والأسباب التي دعت لتأخر تنفيذ مشروع الصرف الصحي ضمن شبكة الصرف العامة، قال المهندس حمد بن عبدالرحمن الوابل مدير عام المياه في المنطقة الشرقية المكلف إنه قد تم تنفيذ شبكات الصرف الصحي في حي الشهابية بالكامل بما في ذلك (ب، ج) ولم يتبقّ سوى 25 منزلاً في الجهة المقابلة للحرف (ج) وسيتم إعطاؤها الأولوية في المشاريع المستقبلية حال توفر الاعتمادات اللازمة للتنفيذ.