يبدو أن الملفات التي ينشرها الإعلام السعودي لكشف وفضح الانتهاكات السافرة التي تقوم بها دولة فارس ضد شعب الأحواز المحتل أحدثت هزة داخل الوسط السياسي الإيراني، وهذا ما انعكس على الإعلام ولم يرق لصانعي الإعلام الفارسي، أن يتناول الإعلام ممارساتهم ضد الشعوب المحتلة، في أبشع أنواع القمع والتنكيل، وهذا ما دفع بإعلام طهران إلى تخصيص وقت ومساحة في وسائلها الإعلامية، لشن هجوم قاس على الإعلام السعودي، وشاركت (صحيفة جام نيوز، وقناة العالم التليفزيونية ) وعديد من المواقع الإخبارية الإيرانية في مناقشة التقارير التي تنشرها الصحف السعودية، وصحيفة «الشرق» التي تتناول ملف الأحواز حالياً، كان لها نصيبها من هجوم الإعلام الفارسي خلال الأيام الماضية. توقيت هجوم الإعلام الفارسي على صحيفة «الشرق» كان بعد نشر حوار مع المختص بالشان الإيراني عايد عويد الشمري. عايد الشمري علق على الهجوم الفارسي على الإعلام السعودي وعلى صحيفة «الشرق» بالقول: هذا ليس مستغرباً على دولة امتهنت الكذب والإرهاب والتدخل في شؤون الغير، فهي تتدخل يوميا عبر إعلامها في كل الدول العربية والخليجية، وخصصت قنوات ناطقة باللغة العربية موجهة لدول الخليج العربي لنشر الأكاذيب وبث الفتن. وأضاف الشمري «قناة العالم الإيرانية نصف برامجها عن البحرين حيث تتواصل مع الإرهابيين هناك وتحثهم على القلاقل وقتل رجال الشرطة وكذلك تقدم برامج عن المملكة، وتتواصل بشكل يومي مع الإرهابيين وتصورهم وكأنهم أبطال وباحثون عن الحرية، تحرّض على قتل رجال الشرطة في السعودية». وأكد الشمري أن إيران تمول عشرات القنوات التليفزيونية الناطقة باللغة العربية تخدم مشروعها التوسعي وتتخصص في نشر الأكاذيب وتزوير الحقائق في السعودية والبحرين وأخرى تتخصص في نشر الفتن الطائفية واللعن والشتم! وختم الشمري «إيران جن جنونها من حوار صغير (معي) فكيف لو كانت هناك قنوات وصحف موجهة للداخل الإيراني وكذلك مراكز دراسات ووكالات أنباء ناطقة بالفارسية أتمنى من الصحف السعودية تعريه إيران ونشر أخبارها الداخلية وفضح أكاذيبهم. نوري حمزة كاتب وصحفي أحوازي عمل سابقا في وكالة الأنباء الإيرانية، قال إن الإعلام الإيراني يعيش الإسقاطات النفسية، بل يعيش مرض الإسقاط النفسي وعلى مدى العقود الماضية وإلى الآن يوجه سهامه السامة نحو العالم العربي، وأكد حمزة أن من يتقن اللغة الفارسية لا يستطيع أن يتحمل كل هذا الضغط الهائل والسب والشتم والاتهامات بحق كل ما هو عربي، ناهيك عن التشكيك بالحضارة العربية وماضي الأمة وتشويه سمعة الإنسان العربي في المجتمع الإيراني ولدى قراء الفارسية. وأضاف حمزة أنه لا يمكن الوقوف عند حدث معين حيث إن الإعلام الفارسي كما أشرت يعمل على اجتثاث الأمة وتجريد الإنسان العربي من القّيم العربية بغية التوسع الجغرافي عبر العقيدة والتفوق العسكري وغيرها من الأدوات. وتناول رياض الودعاني الإعلامي السعودي المختص بالشأن الإيراني ومقدم برنامج (أحوازنا) عبر «قناة صفا» الجانب الآخر من المشهد الإعلامي، واتهم الإعلام العربي بالتقصير في تناول القضية الأحوازية وقال: بلا شك أن القضية الأحوازية وما اعتراها ويعتريها من أحداث وقضايا منذ الاحتلال الفارسي للإقليم قبل تسعة عقود وحتى الآن تستوجب علينا كأمة (عربية وإسلامية) كل الاهتمام والدعم من كافة الشرائح وقطاعات المجتمع المدني والرسمي والشعبي. ويشير الودعاني إلى الموقف الإعلامي من القضية الأحوازية حيث كان: الإعلام العربي والخليجي متناسيا قضية الأحواز حتى سميت بالأحواز المنسية. وقال الودعاني: في الآونة الأخيرة وجدنا تغيُّراً جذريا في سياسة الإعلام العربي والخليجي، ولنكن أكثر دقة السعودي، وأصبح هناك اهتمام كبير تجاه قضية الأحواز، وهذا يشير إلى أن الإعلام الخليجي أدرك مدى الخطر الإيراني الذي أصبح يتدخل في البيت الخليجي، وحينما نشرت الصحف السعودية حول قضية الأحواز بدأ هجوم غير مستغرب من الإعلام الإيراني، الذي يخشى من تحرك الرأي العام الإيراني تجاه الأحوازيين المنسيين، وأكد الودعاني أن ذلك يدل على هشاشة الوضع الإيراني سياسيا وإعلاميا، واجتماعيا، وهذا ما جعل وسائلها الإعلامية ترد بسرعة على ما نشرته الصحف السعودية حول الأحواز رغم أنه باللغة العربية، وهذا ما يشير إلى مدى هشاشة الوضع الإيراني الذي تحاول طهران تصويره متماسكا. وأشار الودعاني إلى أن إهمال العرب للقضية الأحوازية ساهم في زيادة معاناة الشعب الأحوازي تجاه ما يتعرض له من ممارسات سلطات الاحتلال الإيراني، وقال بعد تعرفي على تفاصيل القضية والإحداثيات الدقيقة لمعاناة الشعب الأحوازي بحكم تقديمي لبرنامج يختص بالشأن الأحوازي واحتكاكي مع النشطاء الأحوازيين شعرت بصدمة كبيرة لما نقلوه عن واقع الحياة بالأحواز، التي يمكن وصفها بأنها أبشع ممارسات الاحتلال ضد الشعوب، وأنها أكثر عنصرية وأكثر بشاعة وقمعاً تجاه العرب الأحوازيين من الكيان الصهيوني. في وقت لا يزال كثيرون يعتبرون الدولة الفارسية مع الأسف أنها دولة (إسلامية). وقال إن الاحتلال الإيراني يمنع الأحوازيين من التحدث والتعلم باللغة العربية لغة القرآن، ويمنع الأسماء العربية للمواليد والزي العربي، ويغير أسماء المدن العربية إلى الفارسية، كل شيء في الأحواز ممنوع، يبدو أن إيران تفهم موضوع الممانعة غير الذي نفهمه فهي تمانع بني العرب وليس بني صهيون. وأشار إلى أن إيران نهبت ولا تزال تنهب ثروات الأحواز من نفط وغاز ومياه، ودمرت بيئة المكان من هواء وماء وتراب، كما أنها تواصل مشروع التفريس لتغيير الواقع الديموجرافي الذي بدأه الشاه رضا بهلوي. ولم تقف تجاوزات سلطات فارس على المواطن الأحوازي بالنهب والسلب وتغيير الهوية والزي فحسب بل ملأت الزنازين بالمعتقلين وكمّمت أفواه المطالبين بأصوات الرصاص والرشاشات ورفعت حبال المشانق للمناهضين حتى وصفت الأحواز ببلاد المشانق لكثرة الإعدامات. وبعد معرفتنا بالأحواز ومعاناة شعبه وانكشاف المخطط الفارسي في التوسع ومد النفوذ، وأنه لم يسلم أي بلد عربي من جرائمه بدءاً بالأحواز؛ علينا من الآن واللحظة التوجه تجاه الأحوازيين ودعم قضيتهم بكل المجالات سياسياً وإعلامياً ومادياً بمواجهة التمدد الإيراني وكبح جماحه إذا أردنا، مواجهة هذا الخطر السرطاني.