استهلَّ فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية شهر جمادى الأولى بتسجيل حالة إصابة وحالة وفاة، في مؤشر على استمرار نشاط الفيروس الذي استغل الأجواء المناخية المتقلبة مسجلاً عديداً من الإصابات والوفيات، في موازاة التدابير العلمية والعملية التي تقوم بها وزارة الصحة للسيطرة على المرض. وكشف مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أمس عن تسجيل إصابة مواطنة (58 سنة) وتقيم في بريدة، وحالتها الصحية حرجة، وهي مصابة بأمراض أخرى ومخالطة لحالة مصابة في المنشآت الصحية. أما حالة الوفاة فلمواطن (58 سنة) من الخبر وكان مصاباً بأمراض أخرى. وبذا يصل عدد الإصابات منذ شوال 1433ه (يونيو 2012م) إلى 900 من بينها 383 حالة وفاة و488 حالة تعاف و27 حالة تحت العلاج إلى جانب حالتين معزولتين منزلياً. وكان الشهر الماضي أغلق على 62 حالة إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات 20 حالة، بينما شهد محرم 15 إصابة و6 وفيات، وصفر 35 إصابة و17 وفاة وربيع الأول 13 إصابة و9 وفيات. وكان وزير الصحة أحمد الخطيب أعلن أمس الأول أن التحور الجيني للفيروس هو السبب الرئيس وراء عدم توفر لقاح مضاد للفيروس، بالإضافة إلى عدم اهتمام الشركات ومراكز الأبحاث لإنتاج اللقاح لعدم وجود مردود ربحي مغرٍ. واستعرض الوزير لدى افتتاحه ورشة العمل لبحث مستجدات البحث العلمي حول فيروس كورونا، آخر التطورات حول الفيروس التي تشمل الأبحاث المشتركة التي تمت خلال السنوات الثلاث الماضية في عدد من المجالات مثل: وبائية المرض، وطرق انتقال العدوى، ومجالات المعالجة المحتملة. ومن خلال رصد حالات الإصابة خلال الفترة الماضية يلاحظ أن معظم المصابين هم من أصحاب الأعمار المتقدمة والمصابين بأمراض مزمنة، وهذا ما أشار إليه وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري الذي أكد أن أعلى نسب الإصابة بالفيروس سجلت عند ذوي الأمراض المزمنة فوق الخمسين عاماً، وبين الذكور أكثر من الإناث. ولفت خلال استضافته في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية التابع للوزارة ضمن فعاليات الحملة التوعوية للتعريف بفيروس كورونا إلى أن موسم الإصابة بالفيروس بدأ هذا العام قبل موعده المتوقع «مارس – أبريل»، إلا أن الوزارة استعدت للأمر بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع، وتجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه وتوعية العاملين الصحيين بفرز المرضى في الطوارئ والعيادات، واستخدام أدوات الحماية الشخصية. إلى ذلك، تواصل الشؤون الصحية في منطقة الرياض حملة لتوعية طلاب المدارس في جميع مدن ومحافظات المنطقة بالإجراءات الوقائية من الفيروس. وتتضمن الحملة تسيير ما يزيد عن 200 فرقة توعوية لأكثر من 2000 مدرسة للبنين والبنات، وإقامة عدد كبير من المحاضرات والندوات واللقاءات حول أعراض الإصابة بفيروس «كورونا» والمضاعفات الخطيرة له، وطرق انتقال العدوى والإرشادات الصحية لتجنب احتمالات الإصابة بالفيروس، وشرح أفضل طرق التعامل مع الحالات التي يشتبه إصابتها بالفيروس. وقال مدير التوعية في «صحة الرياض» بندر المسعود إن الحملة التي بدأ تنفيذها مؤخراً ضمن جهودها في مكافحة انتشار فيروس كورونا ستقوم بتوزيع عدد كبير من الإصدارات التوعوية في كافة مدارس المنطقة والتنسيق مع المرشدين الطلابيين والمشرفين الصحيين في المدارس لتنفيذ برامج توعوية ضمن الأنشطة المدرسية.