دعا مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وزارة الصحة السعودية إلى اتخاذ إجراءات طبية وقائية لمنع انتقال فيروس "كورونا" في المستشفيات وبين المرضى، محذرا من تساهل الممارسين الصحيين في إجراءات الوقاية من العدوى. وقال ل"الاقتصادية" الدكتور كيجي فوكودا مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، إن وزارة الصحة السعودية بذلت جهودا لمعالجة الوضع، وتخفيض عدد المصابين بفيروس "كورونا"، معتبرا الإجراءات الوقائية الموضوعة في المستشفيات بالجيدة، إلا أنها تحتاج إلى تحسين في الإجراءات الاحترازية الطبية، لإيقاف نقل العدوى فيها. وأضاف الدكتور كيجي أن المنظمة ستتابع تعامل السعودية مع فيروس "كورونا" خلال الأشهر المقبلة، وسيكون هناك خط مباشر، للقضاء على الفيروس، مؤكدا أن هذه المشكلة الصحية لا تسبب قلقا دوليا، لأن الحالات ما زالت متفرقة. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة أن أعلى نسب الإصابة ب "كورونا"، سجلت عند ذوي الأمراض المزمنة فوق 50 عاما، حيث كان عدد المصابين من الذكور أكثر من الإناث. وأوضح مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن زيارة الوفد للسعودية أزالت الغموض عن آلية تعامل وزارة الصحة مع مرض "كورونا"، مؤكدا أهمية التواصل لمعرفة المعلومات بشكل مستمر، لعمل الدراسات اللازمة، وذلك لمحاربة انتشار هذا المرض. إلى ذلك أكد أحمد عقيل الخطيب وزير الصحة، أن الوزارة حرصت منذ بداية ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا على التنسيق الدائم مع منظمة الصحة العالمية، كما بذلت ولا تزال تبذل جهودا مضنية للتعامل مع الفيروس، وقامت باتخاذ عديد من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية وفق منهج علمي وعملي. وقال الخطيب إن مشاركة متخصصين من داخل السعودية، ومثلهم من منظمة الصحة العالمية، بجانب مختلف الجهود المبذولة من جميع الحضور، ستزيد من توسيع نطاق المعرفة وتعزيز الصحة العامة، وتقليص عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة وتأثيرها على النطاق المحلي والعالمي. ودعا الخطيب إلى ضرورة مشاركة المتخصصين الذين تجمعهم الورشة، في الدراسات البحثية وتفسير نتائجها، لما تمثله من أهمية في الخلوص بنتائج وتوصيات تحد من تهديدات هذا الفيروس على الصحة العامة، والتوصل إلى إجابات تكفل تفسير النتائج وتحقيق المنشود. وأتى ذلك خلال كلمة الوزير في ورشة العمل لمناقشة مستجدات البحث العلمي عن فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بحضور وفد من منظمة الصحة العالمية، في الرياض أمس. ودعا وزير الصحة، إلى تضافر جهود القطاعات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني، والعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة، للتصدي لهذا الفيروس، عبر تعزيز الوعي الصحي وتفعيل الأنشطة والبرامج التوعوية، وتحقيق مفهوم الشراكة الاجتماعية الفاعلة، مؤملا في الاستفادة من ذلك لدفع عجلة التقدم في مكافحة الفيروس، وحسر انتشاره والقضاء عليه، وترجمة هذه الخبرات إلى أرض الواقع. وفي الشأن نفسه، قال الدكتور عبدالله عسيري وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، إن دور الإبل في نقل فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مثبت علميا، والمسؤولية مشتركة بين وزارتي الصحة والزراعة للعمل على توعية المجتمع وملاك الإبل ورعاتها ومخالطيها. وأضاف عسيري: "أن أعلى نسب الإصابة ب "كورونا" سجلت عند ذوي الأمراض المزمنة فوق الخمسين عاما وبين الذكور أكثر من الإناث، منوها أن موسم الإصابة بالفيروس هذا العام قد بدأ قبل موعده المتوقع خلال الشهرين المقبلين آذار - نيسان (مارس- أبريل)، وقد استعدت وزارة الصحة لذلك بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع، وتجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه وتوعية العاملين الصحيين بفرز المرضى في الطوارئ والعيادات، واستخدام أدوات الحماية الشخصية. وأكد وكيل الوزارة أهمية التزام العاملين الصحيين بإجراءات مكافحة العدوى لمنع انتشار المرض في المنشآت الصحية، وقال إن الوزارة قامت بحملة تدريبية شملت أكثر من 40 ألف ممارس صحي، وشكلت فرق مراقبة ميدانية في المناطق لزيارة المستشفيات الحكومية والخاصة والتأكد من مدى تطبيق الاشتراطات الصحية. وأوضح عسيري أسباب عدم توافر لقاح مضاد لفيروس كورونا حتى الآن، وقال: "السبب الأهم هو التحور الجيني للفيروس وصعوبة إيجاد محفز مناعي قوي في تركيبته، بالإضافة إلى عدم تركيز الشركات ومراكز الأبحاث الكبرى على إجراء الأبحاث اللازمة لإنتاج اللقاح لعدم وجود المردود الربحي المغري، وكذلك عدم وجود حاضن مناسب في حيوانات التجارب لإجراء التجارب عليها". وعن دور الإبل في نقل المرض أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية أنه مثبت علميا، وقال إن "المسؤولية هنا مشتركة بين وزارتي الصحة والزراعة للعمل على توعية المجتمع بشكل عام وملاك الإبل ورعاتها ومخالطيها بشكل خاص والوصول إليهم بكل الوسائل المناسبة، خاصة أن بعض الفئات المستهدفة لا تستخدم وسائل الاتصال الحديثة كقنوات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وذلك يحتاج إلى جهود أكبر في إيصال المعلومات إلى تلك الفئات". ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن وفاة خمس حالات أصيبوا ب"كورونا" سابقا، في الرياض والخبر وبريدة، أربعة سعوديين (رجلان وامرأتان) ووافد، وتسجيل حالتي إصابة جديدتين بالفيروس، لسعوديين تجاوزا الثمانين من العمر في الرياض والخبر، وتماثلت للشفاء حالتان إحداهما وافد والأخرى سعودي في بريدة.