طوى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ملف شهر ربيع الآخر بخمس حالات وفاة وحالتي إصابة وحالتي تعافٍ؛ ليكون الشهر الأكثر ضراوة في معدلات الإصابة منذ بداية العام الهجري الجاري. وكشف مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أمس عن تسجيل الوفيات الخمس في كل من الرياض والخبر (2) وبريدة (2)، وبذا يرتفع إلى 899 عدد الإصابات بالفيروس منذ شوال 1433ه (يونيو 2012م) من بينها 488 حالة تماثلت للشفاء و27 حالة تحت العلاج إضافة إلى حالتين معزولتين منزلياً، أما الوفيات فبلغت حصيلتها 382 حالة. وبحسب موقع وزارة الصحة، فإن حالات أمس كانت على النحو التالي: الوفيات: 4 مواطنين من بينهم أنثى (85، 83، 70، 35 سنة) ومقيم (23 سنة). أما حالات الإصابة فهي لمواطنَيْن (89، 83 سنة) من الرياض أحدهما في حالة حرجة. بينما تعافى مقيم (42 سنة) من بريدة، ومواطن (29 سنة) من بريدة. وبلغ عدد الإصابات بنهاية ربيع الآخر 62 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 20 حالة، بينما شهد محرم 15 إصابة و6 وفيات، وصفر 35 إصابة و17 وفاة وربيع الأول 13 إصابة و9 وفيات. في موازاة ذللك أكدت وزارة الصحة أنها اتخذت عديداً من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية ضد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفق منهج علمي وعملي. مشيرة إلى أن التحور الجيني للفيروس هو السبب الرئيس وراء عدم توفر لقاح مضاد للفيروس، بالإضافة إلى عدم اهتمام الشركات ومراكز الأبحاث لإنتاج اللقاح لعدم وجود مردود ربحي مغرٍ. واستعرض وزير الصحة أحمد الخطيب لدى افتتاحه أمس ورشة العمل لبحث مستجدات البحث العلمي حول فيروس كورونا، آخر التطورات حول الفيروس التي تشمل الأبحاث المشتركة التي تمت خلال الثلاث سنوات الماضية في عدد من المجالات مثل: وبائية المرض، وطرق انتقال العدوى، ومجالات المعالجة المحتملة، وكذلك مناقشة الدروس المستفادة من التجارب العملية والميدانية لدى مركز القيادة والتحكم والسيطرة. مشيرا إلى تنسيق الوزارة مع منظمة الصحة العالمية فور ظهور حالات الإصابة بالفيروس. وقال: إن الدراسات البحثية وتفسير نتائجها يلعب دوراً مهماً في الخلوص بنتائج وتوصيات تحد من تهديدات هذا الفيروس على الصحة العامة، والتوصل إلى الأجوبة التي تمكن من صياغة اللمسات وتفسير النتائج لتحقيق المنشود. وشدد الوزير على أهمية تضافر جهود القطاعات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني والعمل جنباً إلى جنب مع الوزارة للتصدي لهذا الفيروس من خلال تعزيز الوعي الصحي وتفعيل الأنشطة والبرامج التوعوية وتحقيق مفهوم الشراكة الاجتماعية الفاعلة. وفي ذات السياق اجتمع وزير الصحة عقب حفل الافتتاح مع وفد عالي المستوى من منظمة الصحة العالمية برئاسة مساعد المدير العام للمنظمة لشؤون الأمن الصحي المسؤول الأعلى في مجال الأمراض الدكتور كي جي فوكودا الذي يزور المملكة حالياً بدعوة من الوزير، وذلك لتقييم الجهود التي تبذلها الوزارة لمواجهة الفيروس، ومعرفة التحديات، وتقديم الدعم التقني اللازم. وجرى خلال الاجتماع بحث مستجدات الوضع للفيروس بحضور عدد من قيادات مركز القيادة والتحكم في الوزارة. من جهته أوضح وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري أن أعلى نسب الإصابة بفيروس كورونا سجلت عند ذوي الأمراض المزمنة فوق الخمسين عاما وبين الذكور أكثر من الإناث. جاء ذلك خلال استضافته في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية التابع للوزارة ضمن فعاليات الحملة التوعوية للتعريف بفيروس كورونا. ولفت عسيري إلى أن موسم الإصابة بالفيروس بدأ هذا العام قبل موعده المتوقع «مارس – إبريل»، إلا أن الوزارة استعدت للأمر بتكثيف الحملات التوعوية للمجتمع، وتجهيز المنشآت الصحية للتعامل مع حالات الاشتباه وتوعية العاملين الصحيين بفرز المرضى في الطوارئ والعيادات، واستخدام أدوات الحماية الشخصية، مبيناً أن التزام العاملين الصحيين بإجراءات مكافحة العدوى مهم جداً لمنع انتشار المرضى في المنشآت الصحية، لذلك نظمت دورات تدريبية استفاد منها أكثر من 40 ألف ممارس صحي، وشكلت فرق مراقبة ميدانية في المناطق لزيارة المستشفيات الحكومية والخاصة، والتأكد من مدى تطبيق الاشتراطات الصحية. وأكد عسيري عدم وجود لقاح ناجع ضد المرض لعدة أسباب من أهمها التحور الجيني للفيروس وصعوبة إيجاد محفز مناعي قوي في تركيبته وعدم وجود حاضن مناسب في حيوانات التجارب لإجراء التجارب عليها، بالإضافة إلى عدم تركيز الشركات ومراكز الأبحاث الكبرى على إجراء الأبحاث اللازمة لقلة المردود المالي المغري. وأكد عسيري أن دور الإبل في نقل المرض مثبت علمياً، ومن هنا تأتي المسؤولية المشتركة بين وزارتي الصحة والزراعة للعمل على توعية المجتمع بشكل عام وملاك الإبل ورعاتها ومخالطيها بشكل خاص، والوصول إليهم بكل الوسائل المناسبة خاصة أن بعض الفئات المستهدفة لا تستخدم وسائل الاتصال الحديثة كقنوات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وذلك يحتاج إلى جهود أكبر في إيصال المعلومات إلى تلك الفئات. ولفت إلى أن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية سيستضيف في برنامج تفاعلي تحت عنوان «الحقائق العلمية حول فيروس كورونا» وللأسبوع الثاني على التوالي نخبة من الاستشاريين والمختصين في الأمراض المعدية ومكافحة العدوى من مختلف القطاعات الصحية؛ لتوضيح الحقائق العلمية المتعلقة بالفيروس، وللرد على كل ما يتعلق بالفيروس، وذلك اعتباراً من الأحد المقبل.