أكد مختصون أن غياب المسرح المدرسي عن المدارس انعكس سلباً على الطلاب والطالبات، كون المسرح مسؤولاً عن تنمية الذائقة الفنية، وتنمية المهارات الإبداعية لديهم، ومنحهم الجرأة والثقة والقوة خلال المواجهة والخطابة، وغياب المسرح المدرسي لم يؤثر على الطلاب فقط، ولكنه حرم المسرح السعودي من الرافد الأساس الذي كان من الممكن أن يمد المسرح بفنانين موهوبين تم صقلهم بكافة الأدوات الفنية ليخرجوا مهيئين لممارسة دورهم على خشبة المسرح. وأكدت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح على ضرورة تأسيس نشاط مسرحي بشكل أساس في المدارس، لما يحمله المسرح من أهمية في تغيير سلوكيات الطالب وبناء شخصيته وتشجيعه على مواجهة الجمهور، بالإضافة إلى دور «مسرحة المناهج» المهمش في إضفاء جاذبية على تدريس المناهج بشكل ممتع، حيث إن «مسرحة المناهج» هي إحدى الوسائل التعليمية التي تساعد على التخفيف من جفاف المناهج الدراسية، خاصة في المجال العلمي، مما يتطلب تعاوناً مشتركاً بين معلم المادة ومسؤول النشاط الذي يتوجب أن يكون متخصصاً في المسرح، وتشير صالح إلى أن التربية المسرحية لها تأثير إيجابي، حيث يسهم المسرح في تغيير سلوكيات الطالب للأفضل وتشكيل وجدانه وبناء شخصيته، كما يُكسبهم عديداً من المهارات التي تؤثر في حياتهم كالقدرة على الإقناع ومواجهة الجمهور والشجاعة الأدبية والعمل الجماعي التعاوني. وأضافت الاختصاصية الاجتماعية منى المخيمر أن المسرح أداة ناجعة لإكساب الطالب الصفات القيادية وتعليمه ألوان الأدب العربي، فإجراء المسابقات المسرحية الدورية في مجالات المسرح المختلفة مثل مسرح المناهج، والإلقاء الشعري والخطابة ومسرح العرائس الذي يناسب المرحلة التمهيدية مع وجود اختصاصي تربية مسرحية يتم تفريغه لوظيفته دون إشغاله بأنشطة أخرى، قد يحقق نتائج تعود بأبنائنا إلى ساحة الثقافة الصحيحة التي افتقدناها وتحميهم من ثقافة الإنترنت ووسائل الاتصال الحديث التي لا يُعرف لها مصدر، فلا شك أن غياب هذه الأنشطة الفاعلة عن مدارسنا كالمسرح وجمعيات التقوية أسهم بشكل كبير في إدمان أبنائنا على الإنترنت وغيره، مضيفة أن المسرح لا يسهم في تنمية شخصية الطالب وصقل موهبته الأدبية، بل يكسبه عديداً من مهارات التواصل مع الآخرين، وحسن اختيار الأصدقاء، مضيفة أنه من حق كل طالب أن تكون له الفرصة لينمي موهبته من خلال المدرسة التي تقع المسؤولية على عاتقها. وبينت المخيمر أن المسرح المدرسي يسهل عملية التعليم على الطلاب، التي يسعى المعلمون حالياً لجعلها أكثر جاذبية، لهذا يجب تفعيل «مسرحة المناهج» التي تخدم هدفين في آن واحد، حيث إنها فرصة ليمارس الطالب هوايته في التمثيل والكتابة والإخراج المسرحي، وأيضاً تتيح له الاستمتاع بدراسة المناهج الدراسية في شكل مسرحية جذابة.