ضحَّى رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بمدرب فريقه الأول لكرة القدم الروماني لورينت ريجيكامف، بعد أن أقاله أمس من منصبه، على خلفية خسارة الفريق في نهائي مسابقة كأس ولي العهد الجمعة الماضية أمام الفريق الأهلي على أرض ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض بهدفين مقابل هدف.. في الوقت الذي كشفت فيه مصادر ل "الشرق": أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد يعلن خلال اليومين المقبلين عدوله عن استقالته من منصبه التي أعلن عنها عقب نهاية المباراة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعدم تقديمها بشكل رسمي لمكتب رعاية الشباب بالرياض. إلى ذلك أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن تعوّد الجماهير الهلالية على الإنجازات هو مَنْ أسهم في غياب النادي عن التتويج للموسم الثاني على التوالي حتى الآن، وقال في حديثه ل «الشرق»: أمس الجماهير الهلالية تعوّدت على الإنجازات، فبالتالي لن ترضى بأي شيء، والفريق خلال المواسم الأربعة الماضية ليس بعيداً عن المنصات، فهو كان منافساً على المركزين الأول والثاني، وهذا شكّل ضغطاً نفسياً من قبل الجمهور على الإدارة والمدرب، بأنه لا بد من تحقيق إنجاز، فالهلال كان وصيفاً لدوري أبطال آسيا وكأس ولي العهد، وكان منافساً أيضاً على الدوري، وكان قريباً منه سواءً العام الماضي عندما حققه النصر أو قبل مع الفتح والشباب، وما زال مرشحاً للدوري هذا العام ولكأس الملك. وأضاف: في المواسم الأربعة الماضية الفريق الوحيد، الذي كان مستمراً على الرتم نفسه في المنافسة هو الهلال، لكن المشكلة أن الجمهور الهلالي ليس لديه صبر، فبالتالي يضغط على الإدارة واللاعبين والمدرب، ولذلك شاهدنا تغيير المدربين كثيراً في السنوات الماضية، وكل هذا لعدم صبر الجمهور، ولاشك أن الاستقرار الإداري والفني مطلب لأي فريق لكي ينجح. وأشار إلى أن الجانب المرهق للهلال الآن -الذي يشكل ضغطاً كبيراً- أن اللاعبين وصلوا لمرحلة من الضغط النفسي العالي جداً، وأصبح ذلك يؤثر على عطائهم في الملعب، خاصة في وجود الجمهور، فبالتالي يضيعون الفرص وتجدهم متشنجين إلى حد كبير، كذلك الإدارة والمدرب، كما صادف ذلك وجود عدد كبير من لاعبي الهلال مع المنتخب في البطولتين الخليجية والآسيوية، التي كان مستوى المنتخب فيها غير إيجابي، فضاعف ذلك على اللاعبين وأثّر عليهم بشكل كبير مع ناديهم. وأكد الخالد أن التغيير مهم سواء فنياً أو إدارياً، وعمل بعض الأشياء من الناحية النفسية، والتغيير وتهيئة الفريق كاملاً، وإعادة الروح مجدداً، بالإضافة إلى التنازل عن بعض البطولات، فالهلال لديه بطولتان باقيتان، فلو تنازل عن الدوري بسبب المنافسة الكبيرة بينه والمركز الأول، وركز على كأس الملك فهذا من ضمن الحلول، ولكن المشكلة تكمن لدى الجمهور، وأنه لن يرضى بذلك، فلذلك يجب على إدارة الهلال إقناع الجمهور بخطط الفريق المستقبلية، خصوصاً أن البطولة الآسيوية على الأبواب والتركيز عليها مهم، كما يجب أن يُعطى للاعبين الصاعدين فرصة المشاركة في الدوري والاحتكاك، حتى إن تأخر ترتيب الفريق، فهذا من ضمن الحلول أيضاً التي قد تفيد الفريق خلال المرحلة القادمة. فلا بد أن تتنازل عن البطولات، وليس شرطاً أن تنافس عليها جميعها، ومشكلة الهلال في المواسم الخمسة الماضية أنه كان منافساً ومع ذلك خسر كثيراً فيها، والأمير عبدالرحمن بن مساعد في السنوات الست إلى السبع الأخيرة هو الأميز على مستوى الرؤساء، فهو حقق سبع بطولات، وأقرب رئيس له بطولتان أو ثلاث، ومع ذلك الضغط عليه شديد، وهذا لا شك يؤثر. لا بد للجمهور الهلالي أن يعطي اللاعبين راحة نفسية، ويطلب منهم تحقيق جميع البطولات، وكل مباراة يفوز فيها، إلى أن يتجاوز الفريق هذه المرحلة، فصحيح أن الفريق عوّد الجماهير على الإنجازات، ولكن في الوقت نفسه هناك أندية تعمل عملاً جيداً، وهي منافسة الآن ولديها جهد وأداء جيد، واستقطاب مميز وتنظيم رائع من جميع النواحي، فطبيعي أن تكون المنافسة شرسة، ولا بد أن تكون لديك قناعة بأنك لست الوحيد في الساحة. ويفترض أن يكون هناك تغيير إلى الأفضل بدون ضغوط، وعلى الإدارة أو المدرب القادمين أن تكون لديهم خطة إستراتيجية في التعامل مع البطولات مع ما يخدم الفريق. وقال: الإدارة تتحمل جزءاً من الإخفاق، والمدرب واللاعبون والجمهور أيضاً، فهم جزء من منظومة عمل، وتميز الهلال في السنوات الماضية وإنجازاتهم كانت مشتركة، لذلك يتحمّل الجميع المسؤولية أيضاً. فدعم الجمهور للاعبين ووقوفهم معهم في هذه المرحلة الحرجة بصدق هو الأمر الأول، فالفريق قد يفوز بدون جمهور، ولكن الفريق الذي لديه جماهير هو الذي يحقق الإنجازات والبطولات دائماً بدعمهم له ووقفتهم معه في السراء والضراء. وحسب ما أرى أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قدم عملاً ممتازاً جداً، والجميع ضغط عليه وهو دعّم مادياً واستقطب لاعبين مميزين محليين وأجانب وأجهزة فنية، وعمل وصرف من جيبه أموالاً ضخمة، وتعاطيه مع الإعلام كان جيداً ومعتدلاً وليست عنده تشنجات، فهو يعد من أفضل الرؤساء في الساحة، فليس هو مَنْ يتحمل المشكلة. ورأى أن التغيير مطلوب في الإدارة والجهاز الفني ليشعر اللاعبون بالتغيير، ويتحملون المسؤولية حتى ينهض الفريق الذي لا يزال بطلاً، وعنده منجزات تساعده على الاستقرار الفني.