هل روسيا غبية بتصويتها في مجلس الأمن في 4 فبراير 2012م ضد مصلحة الشعب السوري؟ بحيث أعطت الضوء الأخضر لقطعان الشبيحة في سوريا بزيادة جرعة القتل وسفك الدم الحرام فقتلوا في يومين 150 إنسانا بريئا منهم أطفال ونساء؟ هل روسيا غبية باستجرار بغض كل العالم الإسلامي، وكراهية كل الشعوب العربية إلا منافق أو متهم به أو جاهل بأحداث العصر وما يجري من مذابح ولا يبالي؟ في القرآن تعبير في هذا المعنى فيقول الرب تبارك وتعالى:( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف كذلك توجد آية في وصف النفاق في مطلع سورة البقرة وهي تضع تخوما نفسية بين ثلاثة أصناف؛ المؤمنين والكافرين و(المنافقين) بدون لون واضح. ونظرا لالتباس هذا الصنف (المنافقين) فقد كرس القرآن في شرحه ثلاث عشرة آية مقابل آيتين في حديثه عن الكافرين. أي بحوالي ست مرات ونصف أكثر فلماذا؟ الجواب على هذا أن فريق الإيمان أبيض واضح مثل سرب الحمام الأبيض، مقابل فريق الكفر بسواد مجلل مثل الغربان. أما فريق المنافقين الثالث فهم مذبذبون بين ذلك في مكان غير واضح فوجب الشرح. أذكر جيدا من صفات هذا الفريق قول الله أنه إذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون! وهنا يعلق القرآن على هذا الموقف بقوله ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون. هل يمكن أن يكون الإنسان مفسدا وهو لايشعر؟ الجواب نعم ممكن ومثاله الغباء الروسي في استخدام حق النقض الفيتو لصالح نظام في طريقه للنهاية المأساوية. وهكذا فكثير من الأمور تحدث في مستوى اللاشعور كما وصفها القرآن. وفي علم النفس اكتشفوا هذا الحقل المفيد في عالم اللاشعور. مافعلته روسيا سيكلفها والشعب السوري غاليا. مزيداً من الدماء في سوريا وبسلاح روسي. وكراهية لروسيا على نحو سمي في صدور السوريين لموقف روسيا البغيض الغبي. ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون.