الإثارة التي اصطنعها ثلة من المراهقين الذين وصفوا أنفسهم بال»محتسبين» بمهرجان الجنادرية مؤخراً، دليل على إشكالية متجذرة في فهم الشروط الأساسية للقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فتصرفهم الغوغائي – بحجة القيام بالنهي عن المنكر- اكتسبت جملة من المخالفات! ذلك أن مباشرة هذا الأمر – حسب تفصيل الشيخ ابن عثيمين- يرحمه -الله – لا بد أن تتوافر فيه جملة من الشروط ومنها: «أن يكون المنكر منكراً بالدليل الشرعي، لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة، وليس مجرد أن ترى أنه منكر يكون منكراً، فقد ينكر الإنسان ما كان معروفا»ً والثاني: «أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في المنكر، فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى، لأنك لو فعلت لعد ذلك منك تسرعاً..» والثالث: «أن لا يزول المنكر إلى ما هو أعظم، فإن زال المنكر إلى ما هو أعظم كان إنكاره حراماً». من شرحه السابق – يرحمه الله – نجد أن عملهم قائم على فوضوية متجذرةن وسطوة مفتعلة، لإساءتهم لهذه الشعيرة العظيمة دون فهم أو تخصص؛ ولأنهم خرقوا القوانين العامة بمحاولة الدخول في الأيام المخصصة للعائلات دون تصريح، مع تعمّدهم إثارة الشغب والفوضى بمكان عام، وليس انتهاءً باشتباكهم مع رجال الأمن المكلفين بحفظ الأمن! ثم إن الأمر دليل على تهيئة واستعداد مسبقين. هؤلاء الفوضويون نماذج مغيبة وأدوات تابعة،وهي بحاجة ماسة للإرشاد والتوجيه والمتابعة؛ لا من أجل أنفسهم فقط بل مصلحة مجتمعهم ككل؛ وفي احتوائهم – بعد محاسبتهم – سدٌ لأبواب من يحركهم ويرمي بهم حطباً لإثارة الفتنة.