تجددت مطالبة المتخصصين بضرورة تحصين الشباب من الأفكار الهدامة، وانغماسهم في دائرة الأفكار الضّالة التي تُدغدِغُ عواطفهم الدينية وتبني فكرهم على أساس إجرامي منظم وأكدوا على ضرورة العمل لإيجاد خطط إستراتيجية محددة تنتشل الشباب من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها في ظل تأثرهم بالأفكار الضالة والمنحرفة، ودعوا إلى رفع ثقة الشباب في أنفسهم وإيضاح الحقائق التي قد تكون خافية عليهم وألمحوا إلى أن شبابنا مستهدفون في الوقت الراهن مشددين على أهمية تحصينهم من الأفكار الضالة والهدّامة التي تمارسها جماعة «داعش» الإرهابية ضد المجتمع الدولي، وطالبوا بالتفاف دولي لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لوقف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها هذه الجماعة. في البداية يقول فايز عبدالله الحربي عضو مجلس إدارة غرفة جدة: «الإسلام هو الدين الأول والوحيد الذي قَبِل بالتّعدُّديَّةِ وتعامل معها بإيجابية، حتى أن توالي العهود والمواثيق دليل على القبول بالتعددية ، والإسلام بريء من هذا الاستخدام السيئ، حيث آمن الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) نفسه بالتعددية الدينية والثقافية والعرقية، وأفسح المجال لذلك في حياته، وخير دليل على ذلك كان دستور المدينة، وهذا بأمر من الله تعالى، في القرآن الكريم في الآية: (وَجَعَلْنَاكُم شعوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا). وأكد أن ما يحصل من قِبَل بعض الفئات والجهات «الجهادية» التي اختطفت الاسلام المعتدل، مثل: داعش وجبهة النصرة، هو إساءة للدين واستخدام له بأبشع الصور، هل من الدين أن يقتل الإنسان جاره، ويقطع رأسه، أو يدفنه حيًّا، أو حتى يحرقه لمجرد أنه من دين آخر؟ أو لأنه لم يقبل بتوجهاته كما أن ما حصل ويحصل الآن من قِبَل تنظيم داعش الذي يجب علينا أن لا نربطه بديننا الإسلامي؛ لأن ذلك يُجسِّد صورًا بشعة عن الدين لدى الغرب وهذا التنظيم للأسف استحوذ على كثير من المناطق ويجب علينا أن نُوحِّدَ كلمتنا لأجل إنهاء هذه المعضلة وكلنا يتذكر كلام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عندما حذّر العالم من خطر الإرهاب». واختتم بقوله: «مواجهة داعش لا تكون بالسلاح الناري فقط، هناك أسلحة أخرى ستكون رادعًا قويًّا لهذا التنظيم ألا وهي زيادة الوعي خاصة في القرى والمحافظات النائية، وبالتالي عندما يزداد الوعي يقل تغرير شبابنا بالذهاب إلى التنظيم والمشاركة معهم ونستطيع من ثَمّ الرد عليهم بالأسلحة بعد الانتهاء من التثقيف والوعي». يقول المهندس محمد عادل عقيل رجل الأعمال: «لقد نهى الإسلام نهيًا جازمًا عن تعريض الأسرى للخطر والضرر، فشرع الإحسان إليهم وحض على أخذ الفداء منهم وأوجب إكرامهم، ففي معركة بدر كان كل صحابي جليل لديه أحد الأسرى من كفار قريش لكنه كان يعامله بالحسنى ويفضله على ما عنده من طعام وشراب وهذا يدل على أن الإسلام منع تشويه جثامين القتلى بأي وسيلة، كما منعت الشريعة التحريق والتغريق وإتلاف الأشجار المثمرة والتعرض للمرأة والصغار والقرآن والأحبار». وأضاف: «لقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن جرائمهم فقال: «يدعون أهل الأوثان، فهم خارجون عن كل الشرائع والتقاليد الوضعية فهم دمويون ودنيويون الأموال قبلتهم والنساء معبودهم وإراقة الدماء مزادهم وما أدمنوه»، كما أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: «لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد»، موضحًا أن الإسلام بريء من الفعل الذى قام به داعش بالطيار الأردني، أما ما يتقولون به على الشرع فتلبيس وخداع وافتراء على دين الإسلام الذي يبرأ منهم ومن أمثالهم، ونحتسب الطيار الأردني الذي ذاد عن البلاد- من شهداء الوطن، وانتقم الله من قاتله مشيرًا إلى أن إعدام تنظيم «داعش» الإرهابي للطيار الأردني حرقًا هو جريمة قتل معادية للإنسانية، والدين وحقوق الإنسان، وأشار إلى أن هذه الأفكار يجب أن تواجه بمنتهى الحسم فى كل دول العالم. وأضاف: إن الإرهاب هو الإرهاب في كل مكان، ويجب أن يتحد العالم للقضاء على هذا الإرهاب واقتلاع جذوره على مستوى العالم؛ لأن هذه الجماعات تنسق مع بعضها بعضاً. فهذه العمليات هي نتيجة الأفكار الظلامية، التى تتبناها هذه الجماعات. ويقول المحامي والمستشار القانوني الشاب أحمد البحيري: لا شك أن فكراً يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة، وفي نفس الوقت يدعي أنه على نهج إسلامي، فهو يجمع بين النقيضين معاً (في وقت واحد) وهو ما يؤكد أنه فكرٌ إرهابيٌ ضالٌ لا علاقة له بالعقل السليم ولا بالدين وإنما ينسب نفسه إليه لتنفيذ مآربه الخبيثة، وأولها: إقناع الشباب الذي يتحمس دون التروي وقراءة ما بين السطور وقد تخطى هذا التنظيم حدود العقل بممارساته في القتل والحرق والتعذيب الذي لا تقبله ملة ولا دين بل إن هذا الفعل يؤكد انحرافه وضلاله؛ لأن مثله لا يصدر إلا من تنظيمات منحرفة سلوكياً وأخلاقياً. وأضاف: «إن من الواجب التصدي لهذا الفكر الضال بعدة طرق أولها كشف جرائمه وممارساته الشنيعة المروِّعة غير الإنسانية وأغراضه الدنيئة، وارتكابهم هوى النفس، ورغبتهم الشديدة في الإجرام والإرهاب وارتكاب أبشع الجرائم والتشفي بها. وثانيها: التثقيف والدعوة للوسطية والتركيز على الشباب الذين هم الفئة المستهدفة من قبل هذا التنظيم وهو ما دعا له مركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للحوار؛ لتقوية العقيدة والمبادئ الإسلامية للتصدي لأي من هذه الإغراءات الكاذبة، وكذلك مركز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. وثالثها: التصدي للوسائل الإعلامية الحديثة التي لا ننكر أنها تطغى على حجم لا يستهان به من حياتنا اليومية، وذلك بالتأكيد على أن المواد التي تُعْرَض من خلالها أنها تتضمن نَبْذ مثل هذه الأفكار والعنف سواء بالألفاظ أو التصرفات. ورابعها: التصدي العسكري الذي أجمعت عليه غالبية دول العالم على اقتلاعه من جذوره إن لم تكن كلها بعد أن تأكد من كان لديه شك بتوجهات هذا التنظيم السادي المنحرف وكلنا ثقة لما عُرِف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الحكمة والحِنكة في التعامل مع مثل هذه الحالات التي هي وقتية إذا ما تم التصدي لها ولو تأملنا السيرة الذاتية والمسيرة التي تدرج بها الملك سلمان لوجدناها تبعث بالأمل لإزالة هذا الورم السرطاني من جسم الأمة الإسلامية». تكاتف المجتمع الدولي ووصفت منى الريحان -نائب رئيس لجنة مصممات الأزياء بالسعودية- مشهد حرق الطيار الأردني بالمرعب، وقالت: «لم أستطع رؤية المنظر أصبت بحالة من الخوف والهلع، لا يمكن أن يكون هؤلاء مسلمون أو يعرفون شيئًا عن ديننا الحنيف، القتل والتشويه والإرهاب والظلم لا وجود له في ديننا.. ماذا فعل هذا الشاب؟ بل ما ذنب أسرته وأبنائه ووالده الذي شاهدناه يبكي منهاراً على شاشات التليفزيون؟». وأضافت: «إن جرائم داعش لا يقبلها عقل وتحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولي بأثره من أجل التخلص من هذه الجماعة الإرهابية التي أباحت الدم والعرض وطيرت النوم من عيون كثيرين». وقال الدكتور راشد بن زومه -رئيس مجلس إدارة ديوانية الشباب: «ما تفعله عصابات الإجرام والعدوان الداعشية هدفه ترويع الأبرياء وزرع الخوف والرعب في قلوب الآمنين، لقد أصابوا المنطقة كلها بالهلع والخوف بسبب تصرفاتهم الرعناء التي لم نر شبيهاً لها على مدار العقود الماضية، فهم يتحدثون باسم الدين، وهم أبعد الناس عنه، ولا يختلف اثنان على أن مشهد قتل الطيار الأردني يمثل خرقاً غير طبيعي لكل القوانين الدولية، ورسالة سوداء عن أناس يقولون أنهم يعتنقون الإسلام».