أكد مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية التابع للدولة ان صدمة العالم بمشهد قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة ستكون دافعا نحو مزيد من القوة والوحدة في التصدي لخطر الإرهاب الذي يستهدف الجميع ولا يتورع عن فعل أي شيء من أجل تحقيق أهدافه الشريرة. وشدد المركز في نشرة خاصة أصدرها بعنوان "همجية مقيتة" على أن تنظيم "داعش" الإرهابي لم يكفه كل ما ارتكبه من فظائع وجرائم منذ ظهوره المشؤوم في العراق وسورية فلجأ إلى أسلوب همجي لا ينتمي إلا إلى عصور مظلمة طوت الإنسانية صفحتها منذ قرون طويلة ولا يكشف إلا عن رغبة متوحشة في القتل والتنكيل من دون وازع من دين أو ضمير أو رحمة. وأشار المركز إلى تأكيد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان من أن قتل الطيار معاذ الكساسبة يمثل جريمة نكراء وفعلا فاحشا يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة بما يؤكد من جديد صواب موقف الإمارات والتحالف الدولي الواضح والحاسم في التصدي للتطرف والإرهاب بأقصى قوة وحزم. واعتبر المركز الإماراتي أن "داعش" أقدم على حرق الطيار الأردني الشاب الذي وقع في أسره منذ فترة وصور هذه العملية الهمجية ونشرها على الإنترنت ليصاب العالم كله بالصدمة والفزع ويصب لعناته على هذا التنظيم البشع الذي تجاوز في إرهابه وإجرامه حدا أصبح معه خارج نطاق الإنسانية والحضارة والطبيعة البشرية ذاتها. وأضاف المركز أن هذا التنظيم لو كان يعرف دينا أو أخلاقا لما أقدم على ما أقدم عليه بحق الطيار الأردني لأن الإسلام الذي يدعي "داعش" زورا وبهتانا أنه يعمل تحت رايته وينطق بأحكامه وأوامره ونواهيه يدعو إلى العدل والإنسانية ويحفظ حقوق الناس وكرامتهم ويصون آدميتهم في أوقات الحرب كما في أوقات السلم ويحض على الرحمة حتى عند القتل ويمنع إيذاء الحيوان فما بالك بالبشر الذين كرمهم الله وأعلى شأنهم. وأكد مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية أن هذا العمل الجبان والوحشي الذي ارتكبه تنظيم "داعش" بحق الطيار الأردني يدعو إلى التساؤل: إلى أي فكر أو ملة ينتمي هؤلاء.. وأي فقه منحرف يدفعهم إلى ارتكاب مثل هذه الفظائع وتصويرها كي يراها الناس عبر وسائل الاتصال الحديثة سواء تعلق الأمر بالذبح أو الحرق أو التهجير على الهوية وسبي النساء واستعبادهن وبيعهن في أسواق النخاسة. وأشار إلى أن تنظيم "داعش" لم يقدم منذ ظهوره إلا الدم والخراب والوحشية ومشاهد ذبح الرهائن بدم بارد التي شاهدها العالم، لكن المركز شدد على أن ما قام به التنظيم مع الكساسبة تجاوز كل حدود الهمجية والإجرام و سيظل مشهد حرقه بهذه الطريقة اللاإنسانية عالقا في أذهان العالم كله ودليلا على عدالة الحرب ضد الإرهاب وأهمية الاستمرار فيها إلى النهاية مهما كانت التضحيات والتحديات لأنه لا خيار أمام العالم لإنقاذ الحضارة من سرطان العصر إلا الاستمرار في المواجهة بروح واحدة.