الراحل «الإنسان».. هكذا يريد القلم أن يبدأ نعيه للملك الراحل، وهكذا المشاعر تريد أن تُعبر بعفويةٍ متجردة عن حجم الأسى والحزن، لقد فقدنا رجل الإنسانية وصاحب القلب الكبير والملك العطوف عبدالله بن عبدالعزيز، ولهذا فإن الحدث جلل والمصاب عظيم والفقد أليم. الكلمات لن توفي هذه القامة حقها، ولا التعازي ستجبر المصاب في ملكٍ ترك فراغاً شاسعاً من اليُتمْ في قلوب العالمين برمتهم، كبيرهم وصغيرهم، شبابهم وشيبهم عربهم وعجمهم. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الإنسان بفطرته، الوفيّ بطبعه، الكريم بعطفه، الرحيم بفعله وجوده وكرمه.. رحم الله الملك الإنسان ليذهب إلى من هو أرحم به منّا. ستفتقدك الوحدة وحرصك عليها في بلاد العرب، حيث كنت المَعْلَم الذي يفد إليه الشتات ويجتمع حوله الشمل وتُجبر بمواقفه الجراح، سنفتقدك عندما نحتفل بتمام مشاريع التنمية التي زرعتها في بلاد النهضة حينما كنت تسابق الزمن لينعم بها شعبك الوفيّ، ستفتقدك مؤتمرات السلام والإصلاح والحياة في شتى بقاع الأرض.. فرحمك الله وجعل ما قدمت في موازين حسناتك وغفر لنا ولك وللمسلمين أجمعين التقصير والزلل وجعل مثواك الفردوس. أما سلمان «الحزم» فهو رجل المرحلة وهو العوض من الله لنا في فقيدنا الراحل، وهو خير خلف لخير سلف، والذي ينظر إلى القرارات الملكية بعد الفقيد االحزم يريد أن يطمئن الجميع على أن القادم تكملة لمسيرة الازدهار، وأن اللحمة والتماسك هما شعار القيادة وشعبها، وأن ما يُحاك لنا من حولنا لن يضرنا بفضل الله ثم بوقوفنا صفاً واحداً ويداً بيد لحماية وطننا والتفافنا حول قيادته. فليهنأ بلد العطاء وشعبه بمرحلةٍ جديدة من التنمية والازدهار في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف.. وفقهم الله وسددهم وأعانهم على ما فيه رفعة شأن بلادنا وأمنها واستقرارها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.