أوضح الملحق الثقافي السعودي في القاهرة الدكتور خالد الوهيبي أن مشاركة المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انطلقت أمس دورته الجديدة، تعتبر استثنائية من ناحية الإعداد والجاهزية، مشيراً إلى استنفار كل الجهود للإعداد الجيد لهذه المشاركة. وقال: «نعتمد دائماً في الفعاليات الثقافية والمؤتمرات والندوات التي نشارك فيها على مبدأ التخطيط، ونحدد تصوراتنا اللائقة بالتنظيم إجمالاً، ثم نحدد مجموعات العمل المختلفة لهذه المناسبة، وتجهيز بطاقات فريق الاستقبال والعلاقات العامة، وتحديد المسؤوليات لفريق العمل ليقوم الجميع بتنفيذ واجباتهم، وهذا النظام يطبق بالنسبة لكل الفعاليات، حتى بالنسبة للملتقيات العلمية أو الأكاديمية التي تُقيمها الملحقية». وحول اختلاف الإعداد والتجهيز لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عن غيره من المهرجانات والمعارض، أشار الوهيبي إلى أن الأمر يختلف اختلافاً كبيراً من ناحية الشكل والمضمون لآليات الاستعداد، «لأننا بصدد المشاركة في معرض دولي عمره الآن 46 عاماً، وعدد الدول المشاركة 26، منها 19 دولة عربية، عدد الناشرين 850 ناشراً: 50 ناشراً أجنبي، و250 ناشراً عربياً، و550 ناشراً مصرياً، لذا فنحن أمام تحدٍ هائل، أنت في سباق مع الأيام، وعليك أن تنجز كل يوم جزءاً من خطتك، بدءاً من تجهيز الموقع والديكورات الخارجية والداخلية». وذكر الملحق الثقافي السعودي أن شعار مشاركة المملكة في معرض الكتاب هذا العام، «يحمل دلالات كثيرة، وهو عبارة عن نخلة جذعها أخضر وفروعها متعددة الألوان، وترتكز على كتاب مفتوح، والكتاب المفتوح يدل على الثقافة والعلم بشتى أنواعه، أما النخلة فتدل على العطاء والبذل، وتعدد ألوان فروعها بألوان الطيف، فهو يدل على تنوع وتعدد ثقافات المملكة العربية السعودية». وعن تفاصيل الجناح السعودي، قال الوهيبي: «يتكون من جناحين أساسيين، الأول تبلغ مساحته نحو 150 متراً ويسمى قاعة الاستثمار، وهو مخصص لعرض ما يقدم في الجناح الرئيس، إضافة إلى مطبوعات وزارة التعليم العالي والوزارات الأخرى، أما الجناح الثاني فهو أكبر الأجنحة المشاركة في المعرض، سواء من جانب المساحة أم عدد دور النشر بداخله، إذ تبلغ مساحته نحو 4 آلاف متر مربع، إضافة إلى صالة العرض الرئيسة، ويضم الجناح أكثر من 70 جهة من الجهات السعودية حكومية وأهلية، يأتي في مقدمها وزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة العدل، والجامعات الحكومية السعودية، مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية، وكذلك دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومعهد الإدارة العامة... إلخ، إضافة إلى العشرات من دور النشر الأهلية»، لافتاً إلى أن الجناح السعودي يتضمن أيضاً الصالون الثقافي وقاعة المحاضرات، التي تستضيف بعض فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة المملكة، كما أنه مزود بأجهزة صوتية وشاشات عرض لبث الفعاليات السعودية المختلفة في المعرض لزائري الجناح. وفي ما يخص الإصدارات أوضح أن مشاركة هذا العدد الكبير من الجهات الحكومية والأهلية السعودية، «يصحبه عدد كبير من أمهات الكتب في فروع العلوم المختلفة، ويبلغ عدد العناوين الحديثة 4860 عنواناً، كما يتميز الكتاب السعودي بأصالة المحتوى وجودة الطباعة، ويلقى إقبالاً كبيراً من الجمهور، إذ يحرص رواد المعرض كل عام على تفقد جناح المملكة واقتناء آخر ما أبدع المثقف السعودي». وفي ما يتعلق بالفعاليات الثقافية لجناح المملكة هذا العام، لاسيما وأن المملكة هي ضيف الشرف، قال الوهيبي: «نحرص على أن ننظم برنامجاً ثقافياً مميزاً على هامش المشاركة في المعرض، وفي هذا العام سنقيم ندوات ثقافية وأمسيات شعرية متنوعة يبلغ عددها 12 ندوة وأمسية، فهناك العلاقات التاريخية السعودية - المصرية للدكتور فهد السماري، والاكتشافات الأثرية في المملكة العربية السعودية للدكتور سليمان الذبيب والدكتور أحمد الزيلعي، ومصر والسعودية في الذاكرة الثقافية للدكتور جمال شقرة، وقراءات في القصة والرواية السعودية للدكتور معجب العدواني وليلى الأحيدب، والإبداع والابتكار في التعليم العالي السعودي للدكتور عبدالقادر الفتوح، والمملكة في كتابات المفكرين والمؤرخين المصريين للدكتور محمد الربيع والدكتور عبدالحكيم الطحاوي، والإعلام السعودي.. تاريخ وتطور للدكتور عثمان صيني، وحركة النشر في المملكة العربية السعودية للدكتور أحمد الحمدان، والأدب السعودي بأقلام النقاد المصرين للدكتور حسن عبدالله الهويمل والدكتور صابر عبدالدايم يونس، والمرأة السعودية والإبداع العلمي والثقافي للدكتورة خولة سامي الكريع والدكتورة أمل فطاني، وأمسية شعرية للدكتور صالح سعيد الزهراني والدكتور أحمد عبدالله التبهاني وعيسى علي جرابا». وأشار الوهيبي إلى أن المشاركة النوعية المميزة للمرأة السعودية وعرض الإبداع العلمي والثقافي لها في المستويات كافة «على درجة كبيرة من التميز هذا العام تحديداً، وستشارك جامعة نورة النسائية وهي خاصة بالطالبات فقط للمرة الأولى، إضافة إلى مؤلفات أساتذة الجامعة، كما يتميز البرنامج الثقافي لهذا العام بمشاركة عدد من المثقفين المصريين مع الأدباء السعوديين في إلقاء الندوات وإدارتها، وبالتأكيد نتشرف بحضور عدد كبير من المسؤولين ورموز الفكر والثقافة والمبدعين المصريين والعرب، الذين يحرصون على زيارة جناح المملكة سنوياً». وأضاف أنه تم تخصيص جناح للطفل يشمل مطبوعات ومؤلفات للأطفال بأقلامهم وطاولات خاصة للرسم والتلوين لتنمية المهارات الإبداعية لديهم، كما تم تزويد المركز الإعلامي بجناح المملكة بدعم فني إلكتروني على أعلى مستوى تقني، وأعلنت مشاركة «نسّاج الكعبة» للمرة الأولى في جناح المملكة بالمعرض، كي يقدم نموذجاً من أعماله ليشاهده زوار الجناح السعودي.