ارتفع إلى 30 قتيلاً و62 جريحاً عدد ضحايا الهجمات التي شنها متطرفون على مواقع عسكرية في شمال سيناء مساء أمس الأول، فيما بدا المصريون مصدومين من هذه العمليات التي تعد الأعنف في شبه جزيرة سيناء المضطربة منذ 4 أعوام. في غضون ذلك، قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اختصار مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا على الجلسة الافتتاحية اليوم والعودة بعدها إلى القاهرة لمتابعة الموقف. وقال بيانٌ لرئاسة الجمهورية في مصر إنه «في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدتها شمال سيناء (…) قرر الرئيس قطع مشاركته في اجتماعات القمة الإفريقية بعد حضور الجلسة الافتتاحية والتوجه إلى القاهرة لمتابعة الموقف». وخلال وجوده في العاصمة الإثيوبية، بدا أن السيسي يعوِّل على «الروح المعنوية للمصريين»؛ إذ قال في تصريحاتٍ خاطب بها الإعلاميين «ارفعوا معنويات الناس»، معتبراً أن «ما يحدث هو حرب تدفع مصر ثمنها»، ومبدياً ثقته في قدرة القاهرة على تجاوز التحديات الأمنية. وكانت مصادر طبية قدَّرت عدد القتلى ب 30 وعدد المصابين ب 62، في وقتٍ تحدثت مصادر طبية أخرى عن مقتل طفلين أحدهما رضيع عمره 6 أشهر والآخر عمره 6 سنوات صباح أمس في مواجهات بين متشددين وقوات للجيش في الشيخ زويد في شمال سيناء غداة هجمات دموية متزامنة. وذكرت هذه المصادر أن المواجهات أسفرت عن مقتل طفل عمره 6 أشهر بطلق ناري في الرأس في قرية أبو طويلة التابعة للشيخ زويد وآخر عمره 6 سنوات إثر تهتك في البطن جراء سقوط قذيفة، فيما أصيب اثنان آخران أحدهما طفل بطلقات نارية في حادث مماثل في قرية المطلة المجاورة. وبالتزامن، أعلنت مديرية أمن السويس «شرق القاهرة» مقتل ملازم أول في الشرطة جراء انفجار عبوة ناسفة. بدورها، أعلنت «ولاية سيناء»، جناح تنظيم «داعش» في مصر، مسؤوليتها عن هجمات شمال سيناء، وأشارت في حسابٍ رسمي على موقع «تويتر» إلى «هجوم موسع متزامن (…) في مدن العريش والشيخ زويد ورفح» وإلى «استهداف مسلحيها الكتيبة 101 في المنطقة الأمنية في ضاحية السلام بالعريش ب 3 سيارات ملغومة». وأوقعت هجمات الليلة الماضية في سيناء أكبر عدد من القتلى منذ هجومين في أكتوبر الماضي تسببا في مقتل 33 فرداً. وبعد هجومي أكتوبر، أُعلِنَت حالة الطوارئ في سيناء وسرَّعت مصر من خططها لإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة بعمق 500 متر وأزالت منازل وأشجار ودمرت أنفاقاً تقول إنها تُستخدَم لتهريب أسلحة إلى سيناء. وكان الجيش أعلن في بيانٍ نُشِرَ على صفحة المتحدث العسكري في «فيسبوك» أمس الأول: «قامت عناصر إرهابية بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في مدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون». وبحسب مصادر أمنية وطبية في العريش، فإن هناك مدنيين بين الضحايا. وجاءت الهجمات الجديدة بعد إعلان الحكومة يوم الأحد الماضي مد حالة الطوارئ 3 أشهر أخرى في مناطق بشمال سيناء بسبب الأوضاع الأمنية.