قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى اختصار مشاركته فى اجتماعات القمة الأفريقية في أثيوبيا وقصرها على الجلسة الافتتاحية اليوم الجمعة بعد سلسلة هجمات دامية شهدتها سيناء أمس. وقال بيان لرئاسة الجمهورية "في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدتها شمال سيناء مساء أمس قرر السيد الرئيس قطع مشاركته في اجتماعات القمة الافريقية بعد حضور الجلسة الافتتاحية والتوجه إلى القاهرة لمتابعة الموقف." وتبدأ القمة الافريقية أعمالها اليوم الجمعة في أديس أبابا. وكانت مصادر طبية وأمنية مصرية ذكرت اليوم الجمعة إن عدد قتلى الهجمات التي وقعت الليلة الماضية بمحافظة شمال سيناء -التي تشهد نشاطا لجماعات إسلامية متشددة مسلحة مناوئة للحكومة- ارتفع إلى 29 قتيلا على الأقل و50 مصابا. كما أعلنت مديرية أمن السويس إلى الشرق من القاهرة مقتل ملازم أول بالشرطة في انفجار عبوة ناسفة. وتحارب مصر تمردا إسلاميا يتخذ من سيناء معقلا له. وقتل مئات من قوات الأمن منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين في يوليو تموز عام 2013 بعد احتجاجات شعبية مطالبة بإنهاء حكمه. وكانت جماعة أنصار بيت المقدس قد غيرت اسمها إلى ولاية سيناء منذ إعلانها في نوفمبر تشرين الثاني انضمامها لتنظيم الدولة الإسلامية ومبايعتها لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الذي أعلن الخلافة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأعلنت الجماعة في موقعها الرسمي على تويتر أن مسلحيها استهدفوا الكتيبة 101 في المنطقة الأمنية بضاحية السلام في العريش عاصمة محافظة شمال سيناء بثلاث سيارات ملغومة وأن الهجمات شملت عددا من النقاط الأمنية في العريش والشيخ زويد ورفح. وأوقعت هجمات الليلة الماضية في سيناء أكبر عدد من القتلى منذ هجومين في أكتوبر تشرين الأول تسببا في مقتل 33 فردا. وكان هذا الأسبوع داميا لمصر. فقد قتل أكثر من 25 شخصا في مطلع الأسبوع حين فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين غاضبين مما يعتبرونها دولة بوليسية. وبعد هجومي أكتوبر تشرين الأول أعلنت حالة الطواريء في سيناء التي تحد إسرائيل وقطاع غزة وسرعت مصر من خططها لإقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر بإزالة منازل وأشجار ودمرت أنفاقا تقول إنها تستخدم لتهريب أسلحة إلى سيناء. ويقول منتقدو الحكومة إنها تذكي بذلك حالة من الرفض موجودة بالفعل في المجتمعات المهمشة.