أجمعت هيئات فقهية إسلامية على اعتبار رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز خسارةً كبيرةً للمسلمين وليس للشعب السعودي فحسب، وعدَّدت هذه الهيئات أعمال الملك الراحل في خدمة قضايا المسلمين، متمنيةً التوفيق لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف. وقال مجلس حكماء المسلمين، في بيانٍ له أمس، إن «الملك عبدالله بن عبدالعزيز أفنَى حياتَه في خدمة قضايا أمته مدافعاً عنها مِن كل ما يهدد سلمها واستقرارها»، وإن «الأمة فقدت بوفاته رجلاً من رجالات العرب القلائل المعدودين ومَعْلماً شامخاً من معالم التَّاريخ العربي الحديث، تصدَّى للمخاطر التي كانت تحدق بأمته وتيقظ للمؤامرات التي كانت تُدَبَّر لها من قوى البَغي والشر، وعزز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ودَعم المشاريعَ الَّتي تؤسس للسلام العالمي»، فضلاً عن «مسارعته بمد يد العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين والمنكوبين من أبناء أمتَيه العربية والإسلامية». وأكد المجلس، الذي يرأسه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن العالم الإسلامي سيذكر الملكَ عبدالله في شتى بقاع الأرض لما أنجزه من توسعات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي أسهمت بوضوح في تيسير أداء مناسك الحج والعمرة. ولفت المجلس إلى «ثقته الكاملة في حكمةِ وقدرة خادم الحرميْنِ الشّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استكمال مسيرة التقدم والتنمية والازدهار ومواصلة الجهود الكريمة في خدمة قضايا العُروبة والإسلام وترسيخ قيم المحبَّة والعدلِ والسَّلام في العالمِ كُلِّه». من جانبه، قال مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، أن وفاة الملك عبدالله لا تمثل خسارة للمملكة العربية السعودية وللشعب السعودي فحسب، إنما تمثل خسارة فادحة ومصاباً جللاً للأمتين الإسلامية والعربية ولمحبي السلام والعدل في العالم أجمع. ووصف المجمع الملك الراحل بأنه كان رمزاً فريداً للتعايش السلمي بين الشعوب والأمم وداعية بارزاً من دعاة الوسطية والاعتدال الإسلامي والتسامح والحوار بين أتباع الأديان والحضارات. في سياق متصل، أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين بياناً قال فيه إن الملك عبدالله كان قائداً إسلامياً عظيماً نشَر الخطاب الوسطي المعتدل في المجتمعات وحارب الإرهاب والتطرف وتصدى لهما بكل قوة لحماية أبناء أمته من الأفكار الهدامة. وفي الهند، قال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، خالد سيف الله الرحماني، إن المجمع يذكر دائماً سخاء المملكة العربية السعودية وعطاءها وتوجهها إلى مصالح الأقليات المسلمة في العالم.