عبّر حشد من أصحاب الفضيلة المفتين، والوزراء، ورؤساء وأعضاء المجلس والهيئات والجمعيات، والقائمين على المراكز الإسلامية العالمية، وكذا المشرفين على دعاة الوزارة والدعاة في عدد من دول العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم أجمع عن تعازيهم للمملكة قيادة وحكومة وشعباً في وفاة - المغفور له بإذن الله - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. وأبدوا عظيم أساهم، وبالغ حزنهم اثر تلقيهم نبأ وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز، وقالوا: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره قد تلقينا بحزن عميق وأسى بالغ نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وبوفاته فقدت الأمة الإسلامية ألمع نجم من نجوم الغر، والذي قضى حياته لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة المجتمع المسلم في مشارق الأرض ومغاربها، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. جاء ذلك في برقيات وخطابات عزاء ومواساة تلقاها منهم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. وشدد أصحاب الفضيلة على أن حالة من الحزن والأسى خيمت على المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها، حينما سمعوا نعي الراحل العظيم، الذي فقدوا بوفاته أحد أعز أبناء الأمة، وأبرز قادتها، الذي كرس حياته، وجهده، ووقته، لمناصرة قضايا الأمة، وتوحيد صفوفها، والدفاع عن حقوقها، والتصدي للتحديات التي تواجهها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي اللامحدود لمراكزها التعليمية والدينية. وأجمعوا - في برقياتهم وخطاباتهم - ان وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز مصيبة كبرى، وحدث جلل ليس للأسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم فحسب، بل هي مصيبة للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ومصيبة للإنسانية كافة لفضله ومكارمه على الجميع فآثاره ومعالمه الإنسانية عمت العالم، وأياديه البيضاء واضحة في كافة المجالات الدينية، والإنسانية، والمؤسساتية، والصحية، والاجتماعية، والوطنية، شاهدة له، وقد كان - رحمه الله - حريصاً كل الحرص على قضايا الإسلام، والأمة الإسلامية يوليها كل عناية واهتمام، وقد فقد الناس رائد الأمن والسلام الذي كان يسعى طيلة حياته لتحقيقهما في جميع أنحاء العالم. وقالوا: ان الملك فهد بن عبدالعزيز - غفر الله له - لم يأل جهداً في كل ما من شأنه عزة الإسلام والمسلمين ونصرة قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهده - رحمه الله - نهضة مباركة في جميع المجالات، واصفين وفاته بأنها فاجعة للأمتين العربية والإسلامية. وأعادوا التأكيد على أن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز خسارة عظيمة للمسلمين عامة، والشعب السعودي النبيل خاصة، فمآثر الفقيد الغالي في النهوض بالمملكة، التي تعيش النهضة الحضارية الشاملة في كافة مجالات الحياة، وجهوده في ترقيتها إلى مصاف أرقى الأمم، تستحق أن تسجل بمداد الخلود في صفحات التاريخ. وأبرزوا في هذا الصدد ان المآثر الخالدة له - رحمه الله - تمثلت في أعظم وأكبر توسعة للحرمين الشريفين، وتوفير الخدمات الجبارة لتيسير الأمور لضيوف الرحمن، والزوار، والمعتمرين، والعناية المثلى الكبرى بخدمة القرآن الكريم طباعة وترجمة وتوزيعاً، عبر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فهي مآثر يندر بل ينعدم نظيرها في الماضي، وزادوا قائلين: والحق أن مناقب الراحل الكبير، ومآثره لأكبر من أن تحصى الآن، ولا يتسع لها إلا سفر ضخم جليل، ولا نملك تجاه ما قدمه خادم الحرمين الشريفين - غفر الله له - لبلاده ودينه وأمته، والبشرية جمعاء، إلا ان نتضرع إلى المولى القدير جل وعلا ان يجزيه خير الجزاء وأفضله، ويجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. وأضافوا ان هذه الأعمال المباركة للملك فهد بن عبدالعزيز ستبقى - بإذن الله - ما بقيت ينعم بثوابها عند الله - عز وجل - فلن ينقطع أجره وثوابه مادامت تؤدي منافعها ومقاصدها، وتستفيد الإنسانية من هذه المعالم التي شيدها، وأذن بإقامتها، أو أنفق عليها اثناء حياته ذخراً له عند ربه، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وختم أصحاب الفضيلة المفتون والوزراء، ورؤساء وأعضاء المجالس والهيئات والجمعيات، والقائمين على المراكز الإسلامية في مختلف دول العالم برقيات وخطابات التعزية مكررين خالص العزاء والمواساة على هذا المصاب الجلل، وداعين الله - عز وجل - ان يتغمد فقيد الأمة الإسلامية بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته ويلهم آله وذويه وجميع أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم الصبر والسلوان وعوض البلاد بالخير دائماً وأبداً، وسائلين الله تعالى للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التوفيق والسداد، وان يهبه المولى - عز وجل - القدرة والعزم لمواصلة رحلة العطاء الخيرة، ومسيرة التقدم الصاعدة انه سميع مجيب.