على مسافة قصيرة من موقع برجي التجارة، اللذين دُمِّرَا في 11 سبتمبر 2001، بدأت أمس الأول في مانهاتن بنيويورك محاكمة السعودي خالد الفواز المتهم بمساعدة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن إعلامياً والارتباط بتفجير سفارتين أمريكيتين. في غضون ذلك، توقعت مصادر قانونية أن تستمر المحاكمة نحو شهر. ويواجه الفواز، الذي مَثُل أمام المحكمة عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدين في خمسة اتهامات منها التآمر على قتل رعايا أمريكيين. وكان تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998م قد خلَّف 224 قتيلاً. وفقاً للمدعين الأمريكيين، ترأس الفواز المكتب الإعلامي للقاعدة الذي افتُتِحَ عام 1994 لنشر بيانات أسامة بن لادن، واستخدم المكتب في إرسال إمدادات إلى القاعدة شملت هاتفاً يعمل بالأقمار الصناعية وصل إلى زعيم القاعدة لتسهيل اتصالاته الداخلية مع أتباعه. ويقول الادعاء إن الفواز (52 سنة) نشر رسائل بعثها ابن لادن إلى وسائل إعلامية في عام 1998 من بينها بيانات بإعلان الحرب على الأمريكيين. وبدأت المحاكمة أمس الأول باختيار أعضاء هيئة المحلَّفين، وسط إجراءات أمنية إضافية فيما يبدو حول مبنى المحكمة الواقع في وسط مانهاتن، حيث حمل ضباط الشرطة وأفراد الأمن الداخلي أسلحة آلية. والمتهم مسجون منذ أكثر من 15 سنة، وكان ينتظر المحاكمة أولاً في المملكة المتحدة، ثم في الولاياتالمتحدة بعد معركة طويلة من أجل تسليمه. واتُهِم في قضية التفجيرين أيضاً أبو أنس الليبي من ليبيا، وعادل عبدالباري من مصر. لكن الليبي، الذي اعتقلته قوات أمريكية بطرابلس في أكتوبر 2013؛ تُوفِيَ هذا الشهر بعد سنوات من المشكلات الصحية ودُفِنَ في بلده. فيما أقر عبدالباري في سبتمبر الماضي بأنه مذنب في إطار اتفاقٍ جعل أقصى عقوبة تُوقَّع عليه السجن لمدة 25 سنة. ومن المقرر أن يصدر الحكم على المصري في ال 6 من فبراير المقبل أمام محكمة جزئية أمريكية يرأسها القاضي لويس كابلان، الذي يشرف أيضاً على محاكمة الفواز. والسعودي هو ثالث شخص من القاعدة يواجه محاكمة في نيويورك خلال العام الأخير، ففي مارس الماضي أدين أحد أزواج بنات أسامة بن لادن وهو سليمان أبوغيث بمساعدة القاعدة. وبعد شهرين، أدين رجل الدين المتشدد أبوحمزة المصري بالاضطلاع بدور في خطف سياح غربيين باليمن في عام 1998 ما أدى إلى مقتل أربع رهائن ضمن جرائم أخرى. وحُكِمَ على الاثنين بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة.