أظهر تقرير أعدته شركة أرنست ويونغ حول نشاط الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن المنطقة شهدت 27 صفقة اكتتاب في عام 2014 بلغت قيمتها 11,5 مليار دولار بزيادة قدرها 4 أضعاف من حيث القيمة مقارنة بعام 2013 الذي حقق 3 مليارات دولار من 25 اكتتاباً، مبيناً أن عام 2014 شهد أعلى قيمة اكتتابات منذ عام 2008. وفي هذا السياق قال رئيس خدمات استشارات الصفقات في الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فِل غاندير كان عام 2014 جيداً بالنسبة لأسواق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث اقتربت مستويات العائدات مما كانت عليه قبل الأزمة المالية في عام 2008 الذي شهد تسجيل 13,2 مليار دولار وعلى الرغم من التحسن الكبير في عائدات عام 2014 ففقد آثرت عديد من الشركات تأجيل أو إلغاء خططها بطرح أسهمها للاكتتاب في الربع الرابع بسبب تراجع أسعار النفط، وبالرغم من وجود خطط للاكتتابات العامة لعام 2015، إلا أن بعض الشركات تتبنى نهج الانتظار والترقب حتى استقرار الأسواق، فالاهتمام بطرح الأسهم للاكتتاب لا يزال موجوداً إلا أن الشركات تراقب الأسواق عن كثب، في انتظار الفرصة المناسبة للقيام بذلك. وكانت السعودية والإمارات أكثر أسواق الاكتتابات نشاطاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2014، مع تسجيل اكتتابات بقيمة حوالى 10 مليار دولار في كلا السوقين، فيما كان قطاع التصنيع الأكثر نشاطاً في عام 2014 بتسجيل 5 اكتتابات، يليه كل من العقارات، الأغذية والمشروبات، النفط والغاز ب 3 اكتتابات لكل منها. من جهة أخرى شهد سوق الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نشاطاً مرتفعاً خلال الربع الأخير من عام 2014، مسجلاً 8 صفقات بلغت قيمتها 7,4 مليار دولار، حيث حقق البنك الأهلي التجاري (NCB) أكبر حجم اكتتاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والثاني على الصعيد العالمي، وقد بلغت تغطية الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي التجاري المطروحة 23 مرة قبيل انتهاء الاكتتاب في نوفمبر عام 2014، ويمثل هذا الاكتتاب الصفقة الوحيدة في قطاع الخدمات المالية هذا العام. وإزاء ذلك أكد رئيس خدمات استشارات الاكتتابات في الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مايور باو بأن الأداء القوي في الربع الرابع للعام الماضي اختتم بنظرة إيجابية، إذ بقيت ثقة المستثمرين بالمنطقة مرتفعة رغم تراجع أسواق الأسهم وانخفاض أسعار النفط، حيث كان لهذه المعطيات أثر في البورصات الإقليمية في دبي والكويت والسعودية وقطر والبحرين، والتي شهدت تراجعاً خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما بدأ المستثمرون يصبحون أكثر حذراً على الرغم من أن الأسس الأخرى في السوق بقيت دون تغيير يذكر، وفي خضم هذه الإشارات الإيجابية التي تشير إلى نمو سوق الاكتتابات، إلا أن حالة عدم التيقن لا تزال موجودة في السوق. من جهة أخرى شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عودة اكتتابات الشركات قيد التأسيس بعد عدة سنوات على اختفائها، حيث توقف هذا النوع من الاكتتابات نوعاً ما بسبب عدم الإلمام بهيكلية الشركات غير المدعومة مباشرة بالأصول أو غير القائمة على أداء تاريخي، حيث عكست الاكتتابات على أسهم شركات ماركة ودبي للمتنزهات والمنتجعات وأمانات القابضة في عام 2014 ثقة كبيرة للمستثمرين في الإمارات على وجه الخصوص، وقد حقق الاكتتاب على أسهم كل من أمانات ودبي للمتنزهات والمنتجعات تغطية مماثلة لاكتتاب شركة ماركة، إلا أن الشركتين تعرضتا لخسارة في القيمة بنسبة 16,5 % و 20% على التوالي ويعود ذلك إلى تقلبات أسواق الأسهم، على عكس شركة ماركة التي أنهت العام 2014 بقيمة مستقرة، ومع ذلك فإن الانخفاض في قيمة أسهم هذه الشركات قيد التأسيس على وجه الخصوص في أعقاب التقلبات في أسواق الأسهم في الربع الأخير من عام 2014 دفعت هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية للنظر في حظر اكتتابات هذا النوع من الشركات ما عدا فئة محدودة منها. من جهته أكد فل غاندير بأن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تخوف المستثمرين الإقليميين والدوليين من تقليص الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية في المستقبل، وهذا من شأنه أن يؤثر على شركات هذه القطاعات على المدى القصير، حيث سيتوخى المستثمرون الحذر لجمع المال من خلال الاكتتابات في الربع الأول من العام الحالي.