يتحرك الخميس المقبل جسر إغاثي بري عاجل وجَّه به وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا الأمير محمد بن نايف، لنقل التبرعات العينية لإغاثة الأشقاء السوريين، داخل سوريا وفي مخيمات اللاجئين بدول الجوار السوري، وذلك بعد استكمال التنسيق مع الجهات المعنية في كلٍّ من المملكة الأردنية الهاشمية ولبنانوتركيا لتسهيل إجراءات دخول قافلة التبرعات إلى المناطق التي تعاني من موجة البرد القارس. وأوضح مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي في تصريح صحفي أمس، أن تسيير هذه القوافل الإغاثية يأتي استكمالاً للدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة حكومة وشعباً تجاه أشقائها العرب والمسلمين في مختلف مواقعهم خاصة في أوقات الأزمات، كما تأتي تجسيداً لصلة الترابط والتواصل بين شعب المملكة وأشقائه من أبناء الشعب السوري الشقيق. وأضاف أن الحملة ستستمر في استقبال التبرعات العينية عبر مستودعاتها في كلٍّ من الرياضوجدة والدمام، وعبر ما يرد من اللجان المكلفة في إمارات المناطق ومحافظاتها؛ حيث ستشرع الحملة في عمليات الفرز والتغليف والتعبئة تمهيداً لشحن تبرعات المواطنين العينية إلى أشقائهم في سوريا بشكل أسبوعي إلى حين استكمال الجسر الإغاثي الشتوي، مبيناً أن استقبال التبرعات العينية في المواقع المؤقتة بمدينة الرياض سينتهي مساء اليوم الأحد. وأشار الدكتور الحارثي إلى أن الحملة استعدت منذ وقت مبكر لمواجهة تحديات فصل الشتاء ودراسة أفضل السبل لتأمين وتوريد وتوزيع المساعدات الشتوية ضمن خطط زمنية لتغطي جزءاً من حاجة الأشقاء السوريين الماسة تجاوباً مع الظروف المناخية الحالية؛ لا سيما أن الأشقاء يوجدون في مناطق ذات مناخ بارد جداً خلال هذه الفترة من العام، وأن غالبيتهم يعيشون في ظل ظروف معيشية صعبة ومستويات متدنية نتيجة ما يعصف ببلادهم من أحداث. وبيَّن الدكتور الحارثي أن الحملة الوطنية السعودية قامت بشحن كميات كبيرة من مختلف المواد الإغاثية الشتوية عبر ميناء العقبة في الأردن وميناء مرسين جنوبتركيا وميناء طرابلساللبناني، موضحاً أن مجموع الكميات التي توزعها الحملة تجاوزت أكثر من 3 ملايين قطعة شتوية متنوعة تم تصنيعها بمواصفات تتناسب مع الأجواء الباردة. وقال مستشار وزير الداخلية إن نشاطات الحملة الوطنية السعودية مستمرة في المجالات الطبية والغذائية والإيوائية والإغاثية والتعليمية كافة وفقاً للخطط والبرامج المعدة لها، وتسير بخطى حثيثة لتغطية جزء من احتياجات الأشقاء السوريين بإشراف مباشر من الأمير محمد بن نايف، مثمناً في الوقت نفسه مساهمة شعب المملكة بتبرعاتهم السخية لمساعدة الأشقاء السوريين في مأساتهم تعبيراً عن اللحمة الاجتماعية والأواصر الدينية والأخوية بين الشعبين الشقيقين، مبيناً أن تكلفة البرامج الإغاثية والمشاريع الإنسانية المقدمة للشعب السوري الشقيق تجاوزت أكثر من 660 مليون ريال. وفي سياق متصل، واصلت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا توزيع المواد الإغاثية الشتوية العاجلة على اللاجئين السوريين في لبنان عبر محطتها 31 من مشروعها الموسمي «شقيقي دفؤك هدفي» الذي يستهدف الأسر والعائلات السورية القاطنة في منطقة وادي خالد، وذلك بالتزامن مع استمرار تداعيات العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة مؤخراً وتأثُّر كثير من المناطق اللبنانية بها. وأوضح مدير مكتب الحملة في لبنان وليد الجلال أن الحملة الوطنية السعودية استهدفت عائلات الأشقاء اللاجئين السوريين في منطقة وادي خالد اللبنانية خلال المحطة الحادية والثلاثين من المشروع الموسمي «شقيقي دفؤك هدفي»، حيث وزعت الحملة على العائلات السورية خلال هذه المحطة 38400 قطعة شتوية متنوعة من «بطانيات وجاكيتات وبلوفرات وأطقم أطفال شتوية وغيرها».