يبدو أن متاعب السوريين في لبنان آخذة في التزايد، فبعد أيام من فرض قيود غير مسبوقة على دخولهم البلد المجاور؛ أعلن الجيش اللبناني توقيف 22 سورياً للتحقيق معهم. وأوضحت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن قوة من الجيش نفذت عمليات دهم صباح أمس السبت في خراج بلدة كفر ملكي في سهل عكار مستهدِفةً تجمعات وخياماً للاجئين السوريين، وأفادت بتوقيف 22 سورياًولبنانياً واحداً. ومؤخراً، قرر لبنان تقييد إجراءات دخول السوريين إليه وألزمهم بملء أوراق تحدد هدف ومدة الزيارة ومكان الإقامة على أن يقرر الأمن قبولها من عدمه. ويعيش السوريون في لبنان «عددهم 1.5 مليون وفق إحصاء لبناني» تحت ضغطٍ بالغ بسبب اتهام أطراف لبنانية غير رسمية لهم بالتسبب في أزمة أمنية واقتصادية في لبنان، ويزيد من الضغوط إعلان الجيش اللبناني من آنٍ لآخر عن توقيف سوريين بدعوى ارتباطهم بمنظمات إرهابية ك «جبهة النصرة». وينقسم المجتمع اللبناني حول الأزمة السورية بين مؤيدٍ لنظام بشار الأسد ومعارضٍ له، ويبدو الانقسام شعبياً وسياسياً. ويشارك حزب الله في القتال داخل سوريا إلى جانب القوات النظامية، ما نقل الصراع إلى الداخل اللبناني ودفع أصواتاً إلى مطالبة الحزب بالانسحاب. ويقول مسؤولون لبنانيون إن إجراءات تقييد دخول السوريين إلى الأراضي اللبنانية تستهدف تقليص عددهم وجمع معلومات عن الموجودين داخل البلاد بالفعل. لكنَّ سياسيين لبنانيين ومسؤولين سوريين يرفضون هذه الإجراءات ويطالبون بإعادة النظر فيها معتبرين أنها تسيء للعلاقات بين سورياولبنان. في سياقٍ آخر، أعلن المعارض السوري البارز، معاذ الخطيب، أنه رفض دعوة للمشاركة في اجتماع تفاوضي في موسكو ما يعدُّ ضربةً أخرى لجهود روسيا لإيجاد حل للصراع السوري. وقال الخطيب، في إفادة على صفحته في موقع «فيسبوك»، إنه «قرر الاعتذار عن المشاركة بصفة شخصية أو معنوية بسبب أن الظروف التي يُعتقَد بضرورة حصولها لإنجاح اللقاء لم تتوفر». وعندما ترأَّس الخطيب ائتلاف المعارضة السورية المدعوم من الغرب في عام 2012؛ دعا إلى الدخول في مفاوضات مع بشار الأسد لتمهيد الطريق لتسليم السلطة. وأرسلت روسيا الحليف الرئيس للأسد دعوات إلى شخصيات معارضة بارزة داخل سوريا وخارجها للاجتماع مع ممثلين للحكومة السورية في أواخر يناير الجاري. ورفض الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة «مقره تركيا» حضور الاجتماع، وقال إن الأعضاء الذين سيحضرونه سيُطرَدون من الائتلاف. ويمثل دور الأسد في مستقبل سوريا مشكلة رئيسة أمام أي تسوية في حربٍ قتلت نحو 200 ألف شخص وأدت إلى نزوح ملايين منذ عام 2011. وأثار صعود جماعات متشددة مثل «داعش» على حساب مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب مزيداً من التعقيدات.