أصبح بعض المسؤولين يحرَّكون بالريموت كنترول من بطانتهم الخاصة، ليقلبوا قراراتهم ذات اليمين وذات الشمال (وممكن يشغلبوها) أو يقطعوا الإرسال عنها، فهل يعجبك أخي وأختي أن تدار كمسؤول على حساب مزاجيات مثل هؤلاء الذين جعلوكم جسراً يوصلهم إلى أهدافهم الشخصية الخارجة عن نطاق العمل وكيانه، بعد أن «صفطوا» ضمائرهم الملونة ووضعوها في حقائب سوداء ورموها في البحر، فالنجاح الحقيقي كلمات مضيئة براقة شديدة البريق، وأعلام خفاقة كخفقات القلوب المتفانية والمثيرة والمتألقة، والمتفننة في كل ما يتعلق بالدور الذي وضعت من أجله، فيجب أن نحذر من النجاح المزيف الذي ترسمه البطانة الجاهلة! وينخدع المسؤول ببريقه، ويجب على كل من ابتلاهم الله بمنصب أن يحسنوا العمل والتدبير والرؤية حيث إن المناصب (تكليف لا تشريف)، وأن يبتعدوا كل البعد عن الاعتماد على الآخرين وتوجهاتهم التي ربما بها ينقطع فتات الخبز، وعلى كل مسؤول أن يعلم بأن هناك من «لم يلد ولم يولد» يراقبه ويحصي عليه حركاته وسكناته، لذا حينما تكون في الميدان يطلقون عليك (حميدان)، فالمسؤولية كبيرة والأمر خطير فلا يحجبوا عنك الرؤية بكثرة التطبيل والتصفيق وأحياناً (الرقص للتمويه). وسأروي لكم قصة حدثت لهؤلاء الذين يغضبون عندما تنتقدهم ويجيبونك من أعلى أنوفهم وتخبطهم الذي يدفعك لكشف مزيد من أخطائهم، ويكشرون عن أنيابهم عندما يكتشفون بأنك علمت شيئا من فسادهم، الذي رأيتُ أوله في دورة تثقيف أسري شاركتُ بها في إحدى الجمعيات ومدتها ستة أيام فقط، ولكنها تحولت في السجلات الرسمية شهورا، وتصبح أضعافاً مضاعفة لعدد تلك الأيام الستة. وفي ختام حفل تلك الدورة تقدمت لهم بمشاركة فرفضت مشاركتي على الفور دون الاطلاع عليها أو معرفة كنهها! لأنهم يخشون أن أتحدث أمام المسؤولات بشيء يظهر حقيقة تلك الدورة. فاعتليت المنصة رغماً عنهن وغردت بما يليق بمقام الحاضرين، لتتلقفني صاحبة اليدين الحانيتين راعية الحفل بقولها «أنت مبدعة»، فقلت لها هؤلاء من يحاربن الإنسان والإبداع، وابتسمت لها وسألتها مرة أخرى هل أنا مبدعة؟ فقالت: نعم أنتِ كذلك.