الانتماء للنادي أي ناد ليس بالجرم الذي يعاقب عليه القانون، فطالما أن الكل يحب كرة القدم فمن البديهي أن يكون له عاطفة تقوده إلى طريق هذا النادي أو ذاك حتى وإن كابر فلابد في نهاية المطاف أن نقر ونعترف بأننا انتمائيون نقدم النادي على أي خيار آخر وهنا مكمن الأزمة. من حق الشخص العادي أن يصبح مشجعاً لفريقه المفضل لكن ليس من حق الذين يضطلعون بمسؤولياتهم في اتحادنا الموقر ولجانه أن يصبحوا كالمشجعين يعملون للميول والميول فقط. معطيات تاريخية كشفت هذا الواقع والحصيلة لم تتجاوز دائرة تلك السلبيات التي أحبطت العمل قبل أن تحبط كل من ينتمي للرياضة. اليوم نحن أمام مرحلة تاريخية نترقب من خلالها المرشح القادم الذي سيتولى مسؤولياته كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم فإما يكون فاعلا وإما أن يصبح مفعولاً به وما بين الخيارين تبقى الرياضة السعودية على الاختبار والمحك الحقيقي. لن أشكك في قدرة من سيتولى هذا المنصب لكنني في مقابل ذلك أتمنى أن يكون هذا المرشح القادم مؤهلا يضيف لمهمته.. يصنع المفيد ويرفض أن يصبح مجرد (أداة) تتحرك (بالريموت كنترول) ويتعامل بطريقة (الرأي رأيك يا يبه والشور شورك يا يبه). منصب رئاسة اتحاد كرة القدم أمانة قبل أن تكون مسؤولية لذا على الشخص القادم والذي سينال ثقة الأغلبية في الانتخابات أن يظهر بالمظهر الملائم، مظهر المسؤول الذي يراعي أمانته ومسؤولياته وعدالته لا أن يظهر فقط ليرسخ حقيقة تنفيذ مطلبات الفريق الذي يشجعه والشخصية التي يحاول أن يرضيها. الأندية كل الأندية لاتزال تنتظر التحول الجذري في طريقة اتحادنا الموقر وبما يكفل لها رؤية عمل احترافي في صيغة القرار وفي صيغة العمل على اعتبار أن من سيقف على قمة الهرم المسؤول في هذا الاتحاد يعد الرأس والرأس إذا كان سليماً معافى سيصبح جسد الرياضة سليماً معافى والعكس هو الصحيح دائما. عموما بالتوفيق لرياضتنا، وبالتوفيق لكل من يحاول أن يأخذ مكان المسؤول في إداراتها فالمهم أولاً وأخيرا أن تبقى المصلحة العامة هي الأساس والركيزة. انتهت تجربة منتخبنا الوطني مع الأرجنتين فماذا خرجنا به من هذه التجربة وماذا سيكون عليه الحال الفني والمعنوي بعدها؟ تجهيز المنتخب عمل شاق يجب على ريكارد ومعاونيه أن يبذلوا كل ما لديهم حتى يكتمل بناتج يقدم للمستقبل القريب منتخباً سعوديا قويا. هذا ما نطمح إليه وذاك ما نتمناه. قبل سنوات كان منصور البلوي الشخصية الأكثر تأثيراً في أغلبية القرارات وما نخشاه كرياضيين هو أن يتكرر المشهد في حال ما إذا فاز خالد المعمر بالمنصب، أقول ما نخشاه ولم أقل شيئاً آخر.. وسلامتكم.