أفادت مصادر كردية أمس بأن قوات البشمركة ومتطوعين يزيديين تمكنوا بدعمٍ من طيران التحالف الدولي من قتل 20 عنصراً من تنظيم «داعش» وسط قضاء سنجار شمال غرب مدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد). وأوضحت المصادر أن قتالاً اندلع منذ أيام ولم يتوقف إلى الآن بين البشمركة الكردية والمتطوعين اليزيديين من جهة و«داعش» من جهة أخرى؛ في مناطق وسط قضاء سنجار «بربروش والسوق التحتاني وسوق الجزارين». وبحسب المصادر، تمكن الأكراد واليزيديون من قتل 20 مسلحاً من تنظيم «داعش» بدعمٍ من طيران التحالف الدولي. وعانى اليزيديون من اضطهاد التنظيم الإرهابي لهم قبل أشهر وطرد أعدادٍ كبيرة منهم من مناطقهم ما دفع متطوعين منهم إلى التسلح لمواجهة عناصر التنظيم. في سياقٍ آخر، عاد رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، إلى واجهة المشهد السياسي والإعلامي في البلاد بعد إدلائه بتصريحات تناولت الأوضاع السياسية والأمنية الحالية. وحمَّل المالكي، وهو نائب لرئيس الجمهورية، السياسيين مسؤولية الخلاف الطائفي «الذي يجر العراقيين إلى التهلكة». وقال في كلمةٍ ألقاها أمس أمام مجلس النواب بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي «لا توجد مشكلة بين سنة وشيعة كمجتمعات، إنما بيننا نحن السياسيين نفكر في سنة وشيعة ونجر الناس إلى هذه المهلكة». واعتبر أن العراق يحتاج إلى عملية مراجعة «لنقول ماذا جنينا من هذا الفكر المتطرف ومن التفرقة بين سنة وشيعة». ويُتَّهم المالكي، السياسي الشيعي ورئيس الحكومة بين 2006 و2014، بأنه كان يتَّبع سياسة إقصائية همَّشت السنة في العراق وكان يحتكر المسؤولية السياسية والعسكرية. لكنه أُجبِرَ على التخلي عن موقعه إثر ضغوط داخلية ودولية تلت هجوم واسع لتنظيم «داعش» في يونيو الماضي سيطر بعده على مساحات واسعة من البلاد. وشهدت سنوات حكم المالكي خلافات عميقة مع السياسيين السنة الذين اعتُقِلَ بعضٌ منهم، في حين غادر آخرون البلاد بعدما واجهوا تهماً ب «الإرهاب». وأدى هذا الاحتقان إلى قيام اعتصامات مناهضة في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية غرب البلاد؛ قامت القوات الأمنية بفضها بالقوة نهاية العام 2013. وتصاعد التوتر إثر ذلك وتطوَّر إلى اشتباكات بين القوات الأمنية ومسلحين مناهضين للحكومة بينهم عناصر من تنظيم القاعدة؛ انتهت بسيطرة المسلحين على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.