فكرة الأندية السعودية في مختلف بلدان الابتعاث هي فكرة في مبدئها رائعة وأكثر من رائعة حين خرجت عن التقليد في كل سنواتها التسع، حيث كانت مهمتها خدمة للمبتعثين الحاليين والقادمين، بالإضافة إلى تحضيرات اجتماعات الملحق أو السفير في بلد الابتعاث مع الطلبة والاستماع إلى المشكلات التي واجهتهم والبحث عن حلول. خدمة قد نعتقد أنها في إحدى وزارتنا أو إحدى الدوائر الحكومية أو ربما على رأسها وزير مثل وزيرنا توفيق الربيعة، أحد خدمتها خط ساخنٌ لكل الحالات الطارئة، يشرف عليه خمسة أشخاص في مراحل مختلفة، بعضهم في مرحلة الماجستير، وآخرون في مرحلة الدكتوراة، كانت خدمةً للمبتعثين من مبتعثين آخرين أخذوا على عاتقهم مسؤوليات ليست بسيطة، تُضاف إلى المسؤوليات الموجودة أصلاً، كالدراسة، سميتُها نظرية الأعمدة الخمسة، فهي مجهود سهر ومعادلات من درجة الصدق وحب العمل، وفيها كثير من الإبداع والإلهام والجد والمثابرة، حيث الإيثار واللهفة الاجتماعية، والنضوج والاستشارة، والإعداد والإنجاز، كلُ هذه الصفات اجتمعت في أسمائهم، حقاً إن لهم من أسمائهم نصيباً. الغرض من كل هذا هو تسليط الضوء على حالة أعادت القوة لمبدأ الإدارة الذي اقترن بالفساد في الفترة الأخيرة، كما أنه مثال حي من جيل مسلح بالعلم، وإثراء للقيادة والفاعلية والإدارة والإنجاز، كما أنها رسالة لأصحاب الكراسي، في سنة ما، على كوكب ما، وكعادة أحد الأعمدة الخمسة، يبدأ بعض توقعاته لكوكب الأرض بأن هناك خمسة أعمدة في هذا الكوكب، شكّلت في مجموعها أساسات قوية بنيت عليها إنجازات ونجاحات تحسب لهم، مع أن كثيرين يقولون إن دعائم أي بنيان أربعة أعمدة، فكيف تصبح خمسة، وإجابة هذا السؤال هي: حين يخطط أي مهندس، فهو يعلم ماهية النتيجة التي يود إظهارها، لأنه يعلم بكل خفايا البنيان، والمعنى من ذلك أن التخطيط سر قوي لوقوف أعمدة خمسة كأساسات، وهذا مخالف للمألوف، ولكنها رمية من (رامٍ) محترف بالتوقعات والاحتمالات. لقد كان من مصلحتهم أنه حين غلب المنطق والعقل المتعارف عليه، فإن كل بنيان حديث التصق به لابد أن يكون فيه خلل أو عطل أو فساد، لكنها غابت، فهناك (حكيم) يستطيع بخبرته وسنوات قضاها في الابتعاث تجنبها، فهو (المخضرم) الحاضر في كل السنوات، فالبناء بحاجة إلى مقوم يعدل أية استمالة، يقف كال(هيثم) لتحييد البناء عن الانحراف، إيماناً منهم بأن الكمال ليس موجوداً، ولكن السعي إلى ذلك مع الأخذ بالأسباب هو سلوك من المفترض أن يكون سلوكك كأي (عبد ٍلله)، دون إغفال أن القيادة لا تعني الاستفراد بكل شي ليكون المرء قائداً، بل أن تكون يا عبدالله في حالة قرب من كل مستويات فريقك، ومن أعمدته التي أدت إلى كثرة الأعمال المنجزة، وليس المعطلة، لعلك تتذكر النون الدالة على الفاعلين، كأن تقول: (أنجزنا وحققنا وسهرنا وأعددنا وخططنا)، فهي من صفات القائد الفعّال، كذلك حين أرسو أربعة أعمدة بانتظار الخامس الذي لا يقل أهمية عن الأعمدة السابقة، ولكن يضيف إليها كما يقال، فمن كل بحر قطرة، مثل (غازي) في حرب، يستفيد من كل ما يتوفر في سبيل الإنجاز وتغيير مجريات المعركة لصالحك، كل ما حدث كان الغرض منه هو تحقيق الصالح العام وإعطاء معنى حقيقي للإدارة، وبناء الفريق وتحقيق صفات القائد المثالي، وهي ليست قصة من نسج الخيال، بل هي قصة إدارة النادي السعودي بتورنتو لعام 2014م.