طالعتنا الصحف بأخبار متواترة عن استقالات متتابعة قدَّمتها القيادات التي استقطبها الوزير عادل فقيه خلال فترة توليه وزارة الصحة، آخر تلك الأخبار الخبر الذي نشرته صحيفة مكة عن بوادر أزمة جديدة داخل الوزارة نتيجه امتناع الوزارة عن صرف رواتب ومستحقات فريق العمل في مركز القيادة والتحكم (مكة 2014/12/26 ). ومركز القيادة والتحكم هذا أسسه الوزير المكلف فور توليه الوزارة للسيطرة على فيروس كورونا الذي كان سبباً في تنحية الدكتور عبدالله الربيعة عن مقعد الوزارة نتيجة للسياسة غير الناجحة التي اتبعها فريقه في ذلك الوقت سواء في التعامل مع المرض أو في التعامل مع الجماهير الغفيرة التي أصيبت بالذعر وقتها ولم تجد التفاعل والشفافية الكافيتين. الوزير عادل فقيه لم يكتف فقط بتأسيس مركز القيادة و التحكم الذي أخذ على عاتقه مكافحة الفيروس بكوادر جديدة معظمها من خارج الوزارة بل دخل كذلك في ورشة عمل و دوامة كبيرة لإعادة هيكلة الوزارة وإعادة توزيع الصلاحيات في كامل قطاعاتها، وأيضاً استعان بكوادر معظمها من خارج الوزارة واُتُهِم وقتها بأنه يهمش ولا يثق في كفاءة أبناء الوزارة. والآن يبدو وكأن هناك ردة فعل من تلك القيادات التي شعرت بالتهميش وقد تنفست الصعداء برحيل الوزير فقيه لتقوم ب (إصلاح) ما أفسده وإعادة ترتيب البيت على الطريقة القديمة التي كانت قبل أن يحل عليها ضيفاً ثقيلاً يكتم أنفاس أهل الدار الأصليين هو والغرباء الذين جاؤوا معه، لقد حان الوقت ليرحلوا وليعود الوضع إلى هدوئه السابق. ولكن ألا يحق لنا أن نسأل نحن كمواطنين عن أثر كل تلك التقلبات علينا وعلى صحتنا وصحة أولادنا؟ لماذا صارت قضايا حساسة لها علاقة بالحياة والموت موضعاً لصراع إداري بين قيادي قديم وآخر جديد؟ وإن كانت الوزارة تريد رحيل فريق الوزير فقيه، ألا ينبغي لها محاسبته قبل رحيله؟ أن تسأل عن إنجازاته وإخفاقاته؟ أن تقيم موضوعياً وعملياً مواطن الإحسان فتبني عليها ومواطن الخلل فتعدلها وتحاسب مرتكبها بدلاً من أن تطالبه بالرحيل في صمت؟ أليست صحة أولادي وأولادك هي المتضرر الأكبر من الهدر الحاصل في كل مرة يتم فيها تغيير قيادة في الوزارة كي تنقض كل ما سبق وتبدأ من جديد؟ أليست حياة الناس خطاً أحمر يجب أن يكون فوق أي خلافات ومزايدات؟ إنني أتساءل فقط إن كانت الوزارة جادة في إغلاق مركز القيادة والتحكم فلتخبرنا عن السبب الموضوعي خلف ذلك الإغلاق، وأن تخبرنا قبل ذلك عن الخطة البديلة التي تراها أكثر نجاعة في مكافحة الأمراض القادمة؟