تتردد كثيراً الفرحة بالحور العين بين مجاهدي داعش، وكأن الموت لا يكون في سبيل الله بل في سبيل الحور العين. في البدء يكون التشدد لدرجة الغلو، وتحريم كلّ شيء بالدنيا، ولا نستثني عقوق بعضهم لوالديه، وتجبره على زوجته و أطفاله، لدرجة تنفيرهم منه، وتمنيهم أن يظل خارجاً مع صحبته. وما هي إلا بضع لحظات، وإلا وهو يتشدق بعبارات الفرح لمقابلة الحور بعمليات يقال عنها استشهادية في مواقع قد لا يُقتل فيها إلا نفسه!!. حينما يطل علينا علماؤنا الأجلاء في منابر الخطب، وبرامجهم الفضائية، وحواراتهم الصحفية، لتثقيف المغالين بالدين وتوعية الناس وتعريفهم بالدين السمح الذي يدعو إلى عبادة الله والحياة حياة إسلامية صحيحة، يقابله ذلك غلق للآذان والعيون، واتهامهم بالمتاجرة بالدين وتسييسه. سأقف هنا للحظة على (تسييس الدين)!!، وما هو الذي تقومون به الآن؟! هل هو إعادة لنشر الدين الإسلامي في المنطقة؟! وما هو الهدف من عرض الرؤوس المقطعة والجثث المتكدسة في الطرق؟! ولا أنسى سبي النساء وبيعهن، هل هو داخل في نهجكم لإعادة نشر الدين؟! وتقطيع قلوب الآباء والأمهات وتيتيم الأطفال في دياركم التي لا نتشرف بانتمائكم لها، هل هو من الإحسان والرحمة والبر؟! وخليفتكم!! هل يتقدمكم في معارككم أم عليه التوجيه والتحفيز وصك الجنة؟! إن التفاف العلماء بالناس هو الصواب، خصوصاً لمن لم يتمكن منهم الفكر الداعشي تمكناً كاملاً، فنحن لسنا قتلة ولسنا دعاة للموت، والمضحك المبكي هو الإسلام الداعشي الجديد، والانقسام الحاصل بين المرء ونفسه لمن هم في طور المناصرة له. هنا من يهمنا أمره، من اتضحت له الرؤية الصحيحة لداعش بعد أن صدق كذبهم، ما هو سبيل نجاته منهم وهو قاطن بينهم؟! ومن انقسم بين مشكك ومؤمن بفكرهم وما زال في وطنه وبين أهله، ما هو سبيل تيقنه من جور دعائهم قبل أن يغمس نفسه في دماء حرَّم الله قتلها؟!.