قال مصور ومسعف فلسطيني إن وزيرا فلسطينيا توفي بعد وقت قصير من تعرضه للضرب على أيدي جنود إسرائيليين أثناء احتجاج في الضفة الغربيةالمحتلة أمس. ونقل زياد أبوعين وهو وزير بلا حقيبة في الخمسين من العمر بسرعة إلى سيارة إسعاف من مكان الاحتجاج في قرية ترمسعيا لكنه فارق الحياة في الطريق إلى مدينة رام الله القريبة. وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا وصف فيه وفاة أبو عين «بالعمل البربري الذي لا يمكن السكوت عنه أو القبول به». وأعلن عباس الحداد الوطني ثلاثة أيام وقال إنه سيتخذ «الإجراءات الضرورية» بعد التحقيق. وقالت متحدثة عسكرية إن الجيش الإسرائيلي ينظر في الواقعة لكنها لم تقدم مزيدا من المعلومات على الفور. وقال شهود إن نحو مائة ناشط فلسطيني وأجنبي تظاهروا مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وهي منظمة حكومية للاحتجاج كان يتولى أبوعين رئاستها وكانوا في طريقهم لزراعة أشجار وتنظيم احتجاج قرب مستوطنة إسرائيلية عندما تم إيقافهم عند حاجز تفتيش مرتجل. وأطلق نحو 15 جنديا إسرائيليا الغاز المسيل للدموع باتجاه المحتجين ودخلوا في عراك معهم. وقال المصور إن أبو عين تعرض للضرب في العنق أثناء مشادة مع جنديين ونقل سريعا إلى سيارة إسعاف بعد ذلك بوقت قصير. من جهتها دعت فصائل فلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد حادثة مقتل الوزير وأكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في بيان صحفي لها أنه «آن الأوان لتحشيد كل قوى شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي» عقب حادثة مقتل الوزير الفلسطيني زياد أبوعين. وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية بوقف كل أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل ردا على حادثة قتل أبو عين. بدورها اعتبرت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين، في بيان صحفي لها، أن الرد على قتل أبو عين يستلزم «تصعيد المقاومة بمختلف أشكالها» ضد إسرائيل. ودعت الجبهة السلطة الفلسطينية إلى «وقف التنسيق الأمني بشكل نهائي ولا رجعة فيه، وإطلاق العنان لجماهير شعبنا وقواه المكافحة لممارسة الفعل الثوري في كل ساحات المدن الفلسطينية». من جهته رأى مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن حادثة مقتل أبوعين «تعبيرا عن مدى همجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي وجنوده». ووصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون في بيان صحفي له، حادثة مقتل أبو عين بأنها «عمل إرهابي بامتياز مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل عنصرية» . وطالب المجلس الوطني ب «محاسبة إسرائيل على هذه الجريمة البشعة، وعلى غيرها من الجرائم التي يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشكل خاص أن تبادر فورا لوضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية». وأبوعين /55 عاما/ هو قيادي في حركة فتح وعضو في مجلسها الثوري وكان تقلد منصب رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان برتبة وزير قبل ثلاثة شهور.