«كم هي كثيرة تلك السمات والصفات الكريمة التي تميز الشخصيات التي تتبوأ مواقع قيادية عالية في المملكة، ذلك أن تعيين شخص ما في موقع يخضع لاعتبارات كثيرة ودقيقة تعتمد معيار الكفاءة الإدارية واختيار الرجل المناسب للمكان المناسب. ومن هذا المنطلق، فليس بدعاً أن تتحقق النجاحات والإنجازات الكبيرة على أيدي هؤلاء المسؤولين، غير أن ذلك لا يعني أن نمر مرور الكرام غير مكترثين على مثل هذه الإنجازات والعطاءات التي أسهم هؤلاء الكبار في صنعها، متعللين أن ذلك ليس مستغرباً على أمثالهم. إن من الوفاء والإنصاف ألا نبخس الناس أشياءهم كما أمرنا بذلك القرآن الكريم، وإن من البخس إغفال الحديث عن إنجازات تحققت بجهود رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم بروح تستشعر المسؤولية وتستعذب العناء والتعب في ذلك. ومن بين هؤلاء الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، إبان توليه مسؤوليات ومهام نائب أمير المنطقة الشرقية؛ حيث إنه وضع بصمته الواضحة على كافة المشاريع التطويرية التي نفذتها الجهات والمؤسسات الحكومية المختلفة. لقد تشرفت شخصياً بالعمل في قطاعين مهمين في المنطقة الشرقية، كان الأول عندما كنت مديراً عاما لإدارة الطرق في المنطقة والآخر عندما كنت رئيساً عاماً للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وفي كلا الموقعين، لمست منه حرصه الكبير على متابعة الأعمال بشكل دقيق والتأكيد على سرعة الإنجاز والنزوع دائماً إلى تحقيق مستويات كفاءة وجودة عالية وفق مقاييس الأداء والتنفيذ والتشغيل العالمية. إن معايير الأداء والجودة التي يلتزمها الأمير جلوي ويتبناها ويؤكد عليها، تجعل المسؤول الأول في الجهاز الحكومي وجميع المسؤولين حريصين ودقيقين على أن تكون مخرجات جهازهم بالمستوى اللائق والمتميز، ويسعون دائماً إلى مراجعة وتقييم وتقويم إنجازاتهم ومحاسبة أنفسهم والسعي دائماً للتميز في الأداء. أمر آخر يميز النهج الإداري للأمير جلوي، هو حرصه على الحضور في المناسبات والمهرجانات والمعارض التي تنظمها الجهات والهيئات المختصة في المناسبات المختلفة؛ ليكون دعمه وحضوره مشجعاً ومحفزاً للآخرين للاهتمام والمشاركة في هذه الفعاليات، وثانياً ليقف شخصياً على جهود هذه الجهات وما تقدمه من خدمات وإنجازات جديدة لخدمة المواطنين والمقيمين، وكان الأمير جلوي يشدد على ضرورة أن تعكس الفعالية جهد الجهة بشكل صادق، ويتأكد من أن ذلك ليس مجرد عمل إعلامي وتسويقي، إضافة إلى تأكيده على ضرورة أن يتعرف المستفيدون من خدمات الجهاز الحكومي على الخدمات التي يقدمها لهم باستثمار كافة الوسائل والإمكانات التي تسهل وتيسر سبل الخدمة للمستفيدين منها. وعلى المستوى الاجتماعي، كان الأمير جلوي حريصاً على التواصل مع كل من تربطه به علاقة على مشاركته في مناسباته الشخصية، مهنئاً في الأفراح ومعزياً في الأتراح، وكنت شخصياً أشعر بقربه من كل الناس؛ إذ يكفي أن يكون من يأتيه مواطناً أو صاحب حاجة؛ ليكون موضع اهتمامه، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي ومستواه الاقتصادي وكنت ألمس الارتياح والرضا في وجوه ونظرات من يصافحه ويزوره ومن يراجعه في مكتبه.