في حين أعلنت وزارة الداخلية أمس عن إجمالي كميات المواد المخدرة المضبوطة خلال العام الهجري الفائت، قال خبراء في علاج الإدمان إن كميات الحشيش المضبوطة كانت تكفي لتخدير كل سكان المملكة لمدة أسبوع كامل. وخلال المؤتمر الصحفي ل«الداخلية»، قدمت الوزارة ما يفيد بأن عام 1435ه شَهِدَ ضبط 37.3 طن من الحشيش، و41.4 مليون قرص من الإمفيتامين (الكبتاجون)، و17.8 كيلو جرام من الهيروين الخام، و5.8 كيلو جرام من الهيروين المعد للترويج، و526 كيلو جراماً من الكوكايين عالي النقاوة، و6.3 كيلو جرام من مادة الشبو، و740.9 ألف قرص من الأصناف التي يُفترَض أن تخضع لتنظيم التداول الطبي. وقال المتحدث الأمني، اللواء منصور التركي، في مؤتمرٍ صحفي إن الأمن ضبط خلال العام الماضي 34.745.066 ريالاً (34.7 مليون ريال). وبحسب خبراء في علاج الإدمان، فإن كمية الحشيش المضبوطة تكفي لتخدير كلّ سكان المملكة لمدة أسبوع كامل، بناءً على أن 37.3 طن يمكن تجزئتها إلى 37.303 كيلو جرام، وكلّ كيلو جرام يتكون من طبقتين، وكلّ طبقة تتكون من 100 قطعة، وكل قطعة يمكن أن تتحول إلى 25 سيجارة معدّلاً، ليكون حاصل كل ذلك 186 مليوناً و515 ألف سيجارة مقسومةً على 27 مليون نسمة بواقع 6.9 سجائر للفرد الواحد. وبحسب الخبراء أنفسهم، فإن كميات الهيروين والكوكايين المضبوطة خلال عام كان يمكن أن تتحول إلى عدد جرعات يصل إلى خمسة ملايين و500 ألف جرعة مخدرة، وهو ما يكفي لتخدير أقل من ربع سكان المملكة بقليل ليلة كاملة. وفي المؤتمر الصحفي أمس، تحدث اللواء التركي عن عمليات مكافحة المخدرات خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة من العام الهجري الفائت، وقال إن عدد المقبوض عليهم من المتهمين بتهريب وترويج المخدرات خلال هذين الشهرين بلغ 392 شخصاً (103 سعوديين و289 من 26 جنسية أخرى) اتُهموا بتهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات وضُبِطَت بحوزتهم أربعة ملايين، و407 آلاف و198 ريالاً لا تزال التحقيقات جارية للتعرف على مصادرها. وأشار التركي في الوقت نفسه إلى مقاومةٍ مسلحة واجهها رجال الأمن في عدة عمليات أمنية خلال الشهرين الأخيرين من العام الهجري الفائت ما أسفر عن إصابة عشرة من رجال الأمن وواحد من المهربين. وكانت «الداخلية» قد أعلنت في منتصف ذي القعدة الماضي أنها ضبطت 1197 متهماً بتهريب وترويج المخدرات خلال الفترة ما بين جمادى الأولى 1435ه وحتى شوال من السنة نفسها. وأمام هذه الكميات المضبوطة وأعداد المهربين الموقوفين، رأى التركي أن «المملكة مستهدفة لترويج مثل هذه المواد والعقاقير المحظور استخدامها»، لافتاً إلى «إحصائيات الأممالمتحدة التي تفيد أن المملكة تحتل المرتبة الأولى عالمياً في ضبط أقراص الإمفيتامين». في سياقٍ متصل، نوَّه المتحدث الأمني ب «التنسيق والتكامل بين مصلحة الجمارك والجهات الأمنية المتخصصة في متابعة ورصد ومنع محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة والقبض على المتورطين في تهريبها ومستقبليها»، مشدداً على حرص رجال الأمن على تنفيذ مهامهم لحماية أبناء الوطن من آفة المخدرات. وعن الربط بين موسم الحج وعمليات التهريب، قال التركي إن هذا الربط غير موجود، مؤكداً عدم وجود ثغرات أمنية في المنافذ الحدودية أو المطارات، «حيث تعمل جميع الجهات الحكومية على المنافذ الحدودية بالتنسيق فيما بينها للحد من استغلال دخول الحجاج لتهريب المواد المخدرة»، حسب قوله. من جهته، وصف نائب الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اللواء عبدالله الجميل، ما أعلنت عنه وزارة الداخلية أمس ب «الإنجاز، الذي أوقف مصيبة كانت تستهدف الشعب السعودي استهدافاً مباشراً». واعتبر الجميل، في تصريحاتٍ ل «الشرق» أن «المملكة أمام حرب حقيقية»، وأن «على الجميع الإسهام في مواجهتها عبر الأجهزة الأمنية والتربوية والثقافية». وأضاف «العاملون في مكافحة المخدرات يبذلون أقصى ما لديهم من جهود، لكنهم لا يستطيعون دخول كلّ بيت وكلّ مدرسة، وهو ما يفرض على الآباء والمعلمين بذل جهودهم أيضاً لحماية الوطن من تبعات حرب المخدّرات التي تستهدف شبابنا». ونبَّه إلى أن مشكلة تعاطي المخدرات قد تبدأ بقرص واحد أو سيجارة واحدة، ثم تتتابع التعقيدات لتتحوّل حياة الشاب إلى جحيم مُدمِّر. وذكَّر الجميل أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خصصت الرقم 995 للبلاغات الخاصة بالمخدرات، مشيراً إلى أن «العاملين في الخدمة جاهزون على مدار الساعة لتلقي البلاغات». ملحوظة: الكميات والأموال المضبوطة في آخر شهرين احتُسِبَت ضمن الإجمالي