ارتفعت وتيرة الاجتماعات الطارئة على أعلى مستويات القيادة في إيران مؤخراً، ويكاد لا يمر أسبوع واحد، إلا وتتسرّب فيه أنباء عن عقد اجتماع طارئ في “بيت القيادة” التابع لخامنئي أو في المبنى التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام بقيادة رفسنجاني. وتتمحور الاجتماعات حول بحث الأزمات الداخلية والخارجية التي تعصف بالبلاد، وحضر آخرها عدد من القيادات العليا وبعض قياديي المكتب السياسي للحرس الثوري الإيراني. وشكّكت هذه القيادات في تصرفات نجاد وجماعته، مؤكدة عدم ثقتها ما إذا كانوا سيصطفون إلى جانب المرشد في حال اندلاع الحرب أم سيقفون ضده؟ ولإزالة هذه الشكوك، أوعز خامنئي لقيادات الحرس الثوري بتولي زمام الانتخابات البرلمانية الوشيكة، مما يعني حسم المعركة منذ الآن وغلق جميع المنافذ أمام أحمدي نجاد، وعليه فإن البرلمان الإيراني القادم سيكون بنسبة تقترب من المائة بالمائة من جماعة خامنئي، مما يعني أن إيران مقبلة على مهزلة انتخابية. وتسرّبت معلومات تؤكد أن خامنئي قد وافق على عزل نجاد من سدّة الرئاسة، إلا أنه اختلف مع قيادات الحرس الثوري بطرحهم تكليف البرلمان المقبل بعزل الرئيس، بينما يرى خامنئي بأنه الأفضل أن يأتي عزل نجاد عبر السلطة القضائية برئاسة لاريجاني. ومثلما حسمت الدولة الإيرانية موقفها من هوية البرلمان الإيراني المقبل بأن يكون مواليا لخامنئي بأعلى نسبة ممكنة، فإن الشعب الإيراني هو الآخر يبدو قد حسم موقفه من تكرار التصويت لمهازل الانتخابات الصورية. ولا تكمن الأزمة الإيرانية الحالية في أعضاء البرلمان أو بقية رموز الدولة ولا تنتهي بتغيير الوجوه، فالأزمة الحقيقية تكمن في هويّة الدولة وتبنيها الإرهاب من حيث المبدأ داخليا وخارجيا.