لم تكن القيادة الرشيدة لتستعجل الأمور، ولا هي بالتي تهملها، فتراها تتصرف بحكمة بالغة، لا عَجَلة فيها ولا إغفال، تدرس الأمر بعقلية متوازنة، لا سيما، إذا كان الأمر ذا أهمية كبيرة، وله علاقة بالمواطن ورعايته، والوطن وحفظ أمنه. انتظرتْ نجران أشهراً، وهي في شوق إلى لحظةٍ تسمع فيها خبر فارسها من الديوان الملكي، وها هي، بعد طول انتظار، تظفر بأميرٍ، عُرِف عنه إخلاصه لدينه وقيادته، ومثابرته في خدمة وطنه، وتفانيه في واجبه، وانضباطه ودقته في عمله، وحرصه على القرب من المواطن، والاستماع إليه، وتواضعه الجم. افرحي يا نجران بأميرك، جلوي بن عبد العزيز. ما يميّز نجران، يا سمو الأمير، ولاء أهلها لقيادتهم، وتعايشهم، على الرغم من تعدّديتهم، والتفافهم حول المسؤول الأول لمواصلة التنمية، والنهوض بالمنطقة، لاستكمال ما بدأه أميرها السابق، مشعل بن عبد الله. نجران، يا سمو الأمير، ستكون فخورة، أيّما فخر، عندما تصبح بيتك المفضل، تحتضنك بهوائها العليل، لتنعم، هي، بوجودك على أرضها، وبين أهلها، لتفتح لهم مجلسك، وتستمع إليهم، كما كانت، هي، عادتك في مواقعك السابقة. يا سمو الأمير، نجران تُقدّم شبابها الطموح، الذين قد تُشكّل منهم المجالس الاستشارية واللجان التطوعية، لخدمة الوطن، فمتى ما فتحت لهم قلبك، فسترى منهم الروّاد في كل مجال تنموي، يعملون بإخلاصٍ، لا نظير له، فتصل إلى قلوبهم ويصِلون، هم، إلى قلبك، لتأتي الحصيلة، نجاحاً للمنطقة، تُسطّره أنامل سموكم الكريم في سماء مجد الوطن! يا سمو الأمير، ما كان من القلب يصل، حتماً، إلى القلب، تجلّى ذلك في تصريحك بعد الثقة الملكية: «نجران وأهلها في قلب خادم الحرمين الشريفين» فهنيئاً لكِ يا نجران بمكانكِ. وقولك: «نجران وأهلها وسط عيني»، ونجران تقول: «مكانك سويداء القلب، يا صاحب السمو». أهل نجران، بقضّهم وقضيضهم، ينتظرون سموّك، ويردّدون «تراحيبهم» المعروفة، في مقدَم سموكم الكريم: «أرحب، يا طويل العمر، وماجور، والسلامة، و يا الله تحيّيه». «أرحب» يا سمو الأمير!