لم يستغرب ذلك التواصل بين صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وأهالي نجران صغارا وكبارا، رجالا ونساء، لأن سنوات قضاها سموه في نجران كانت ولا زالت كفيلة بأن تكوّن رصيدا لا ينضب من الوفاء المتبادل، المبني على المودة والاحترام. جاء تبرع الأمير مشعل بن عبدالله لنادي نجران بمليون ريال ليؤكد متانة هذه العلاقة بين أمير أسكن المواطنين في سويداء قلبه، وأخذ على عاتقه العمل بحكمة وحنكة على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم في مختلف الجوانب التنموية التي كانوا في أمس الحاجة لها، بل والمحافظة على منجزات خطط لها وتبناها. استشعر الأمير الشاب خطورة موقف نادي نجران الذي يمثل منطقة كان حاكما لها، وآلمه أن تفقد المنطقة بريقها الإعلامي الذي سلّط عليها، بعد أن أولتها القيادة الرشيدة أسوة بمختلف المناطق الرعاية والاهتمام فاعتمدت لها ولأبنائها مليارات الريالات لتأخذ طريقها نحو دروب النماء والتقدم، وليتحقق لشبابها جزء من اهتماماتهم الأساسية. ولأن مشعل بن عبدالله كان ولا زال يشغل مساحة كبيرة من تاريخ منطقة نجران المعاصر، بحكمته وحنكته، وبدماثة أخلاقه، وبما تركه خلفه من مآثر لا تنسى، وأعمال ستظل خالدة في الأذهان، فلن يغادر القلوب التي منحته الحب والوفاء والولاء، نظير أعماله الانسانية الجليلة، وتعامله الانساني الراقي، وحرصه على أن يكون قريبا من أناس لن ينسوه. عندما سجل سموه واحدا من مواقفه غير المستغربة، وبادر إلى ضخ مليون ريال في خزينة نادي نجران وبمبادرة شخصية، فإن هذا الموقف تأكيد على أن وفاء مشعل بن عبدالله لا يرتبط بزمان أو مكان، لأنه يرى بأن الجميع في مختلف مناطق المملكة يجب أن يكونوا على قلب رجل واحد متحابين ومتآخين، لا هدف لهم إلا الإخلاص للوطن والوفاء لقيادته. تبرع مشعل بن عبدالله لنادي نجران، ووفاؤه لأهلها، وتواصله الوجداني معهم، يؤكد بأنه ليس من أولئك الذين يحزمون حقائبهم ويغادرون المكان، فلا يتركون أثرا ولا ذكرى، لأنه خريج مدرسة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ينظر إلى أن الوفاء للوطن أرضا وللمواطن إنسانا هو أساس العلاقة القوية بين أبناء الوطن الواحد. وفاء الأمير الشاب الذي زرعه في أرجاء منطقة نجران، وجذوره في أعماق الأرض يسقيها بطيب تواصله، سيزرعه على امتداد أرض مكةالمكرمة، وسيثمر علاقة حميمية وتعاونا بناء مع أهلها وسكانها، الذين يحدوه الأمل لأن يكون عند حسن ظنهم، وأن يحقق أمانيهم، مدعوما من القيادة الرشيدة التي منحته شرف خدمة أطهر بقاع الأرض. يا حظكم يا أهل مكةالمكرمة بمشعل بن عبدالله.